يبدو ان اقتصاديات الدول المتقدمة دخلت بالفعل مرحلة "الكساد" في الوقت الذي قد تتزايد فيه حدة الأزمة المالية إلا إذا ما تم إصلاح النظام المصرفي حيث ان خطط التحفيز الاقتصادي بمفردها لن تنجح في انتشال الاقتصاد العالمي من الركود ما لم تصحبها اجراءات لاعادة الثقة للنظام المصرفي. وقال رئيس البنك الدولي بوب زوليك إن الاقتصاد العالمي سينكمش بنحو 2 بالمئة وان إقرار خطط التحفيز الاقتصادية على مستوى العالم، قد يطلق شرارة أزمة جديدة في أسواق المال العالمية. ولم يحدث أن مر الاقتصاد العالمي بانكماش بنسبة 2 بالمائة منذ الحرب العالمية الثانية وفقا للبنك الدولي. وقال زوليك على هامش منتدى في بلجيكا اليوم الاثنين إن البنك الدولي وهو مؤسسة عالمية تقدم المساعدات للدول النامية يتوقع انكماشا في الاقتصاد العالمي يتراوح بين 1-2 بالمئة. وتأتي توقعات زوليك مناقضة لتوقعات صندوق النقد الدولي، والذي قال في تقرير الجمعة الماضي إن إجمالي البضائع والخدمات المنتجة حول العالم ستنكمش بمعدل واحد بالمئة في العام 2009، وذلك مقابل نمو نسبته 2ر3 بالمئة في العام 2008، وذلك مع الإشارة إلى أن الانكماش الأكبر سيحدث في الاقتصاديات المتقدمة، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان. وتكافح أكبر الاقتصاديات في العالم، الولاياتالمتحدة والصين، الركود، إذ عمدتا إلى تنفيذ خطط تحفيز تقدر بمئات المليارات من الدولارات، إلا أن زوليك شبه خطط التحفيز تلك بمشروبات الطاقة "التي تمد الجسم بالسكر،" قائلا إنها قد تؤدي إلى انهيار آخر في الأسواق العالمية. وقال "ما أراه الآن، هو أن العالم مهتم فقط بمعالجة الأصول المتعثرة وزيادة رأسمال المصارف، والسبب أنني شبهت ذلك بمشروبات السكر هو أنها تعطيك دفعة ونشاطا مؤقتا، لكن إن لم تصلح الخلل في النظام الائتماني ككل، فإنها ستنتكس مرة أخرى.