حذر وزير الداخلة السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز من المخاطر المحدقة التي تواجه العالم العربي, وقال إن هذه المخاطر تهدد استقرار الدول العربية وتمثل تحديات جمة نحو تحقيق مزيد من الأمن والأمن. جاء ذلك في كلمة الوزير السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز في افتتاح أعمال الدورة السادسة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب التي عقدت في فندق فينيسيا- انتركونتينتال في بيروت والتي تستمر لمدة يومين. وفيما يلي نص كلمة وزير الداخلية السعودي: إنه لمن دواعي سروري أن نلتقي جميعا في هذا الاجتماع المبارك لمجلسكم الموقر في دورته السادسة والعشرين وسعداء أن يكون هذا اللقاء في دولة لبنان الشقيق.. وفي هذه المناسبة يسعدني أن أرفع باسمي وباسمكم خالص التقدير والشكر لرئيس جمهورية لبنان العماد ميشال سليمان وللشعب اللبناني المضياف على هذه الرعاية النبيلة والاستضافة الكريمة.. والشكر موصول لأخي وزميلي معالي وزير الداخلية و البلديات في الجمهورية اللبنانية المحامي زياد بارود على جهوده وحرصه على نجاح هذه اللقاء العربي بمستوى التطلع وسمو الهدف . وأضاف الأمير نايف إن العالم العربي يشهد مؤخرا حركة مصالحة وتنقية للأجواء وتعزيز لأسس التضامن العربي بين الدول العربية لمواجهة التحديات والتطورات الراهنة المحيطة بنا.. وهي تحديات لا شك ستؤثر سلبا على أمن دولنا وشعوبنا إذا لم تواجه بتوحد عربي يحول دون خطرها ومخاطرها على الإنسان والأرض ويصان به الأمن و الاستقرار وتتخطى به الأمة العربية مزالق التفكك و الضعف.. وندرك جميعا أن عالمنا العربي يواجه بكل أسف تحديات مختلف أمنية مختلفة في دلالاتها ومتعددة في مصادرها وفي مثل هذا المناخ يأتي هذه الاجتماع هذا لمواجهة التحديات ومواكبة التطورات وتعزيز الخطوات نحو المزيد من الأمن و الأمان وكل ذلك سيتحقق بإذن الله حين نعمل معا في جهد أمني مشترك يقوم على كفاءة الردع وفاعلية الارتداع . وقال الأمير نايف بن عبدالعزيز أيها الأخوة لا شك في أن هذه الخطوات مهمة ومباركة إن شاء الله من قادة دولنا العربية نحو المصالحة وتعزيز التضامن والعمل العربي وكانت بفضل الله إحدى ثمرات المبادرة الشجاعة والمخلصة التي أطلقها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود في قمة الكويت العربية انطلاقا من سعيه الدؤوب وحرصه وحرص ولي عهد على جمع شمل العرب وإرساء أسس التضامن العربي وجهودهما المتواصلة لإعادة اللحمة بين أبناء الأمة العربية الواحدة لمواجهة المصير المشترك الواحد مما يبشر بمستقبل أكثر أمنا وتفاؤلا واستقرارا . وأضاف وزير الداخلية السعودي إنكم تعلمون جميعا إن من أشد المخاطر التي تواجه أمننا العربي هو محاولة زعزعة ما تعيشه دولنا وشعوبنا من استقرار اجتماعي فريد وتطور تنموي شامل وذلك من خلال بث الشكوك في ذهن المواطن العربي حول مقومات وجوده و الحكم في بلاده وأنظمته السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتبعة ومحاولة اختراق السياج الأمني لدولنا بالفكر الضال والفعل الإجرامي ولذلك وبفضل الله ثم جهودكم عمل مجلس وزراء الداخلية العرب عبر مسيرته الطويلة تجاه تعزيز التعاون الأمني بين دولنا في مواجهة ما يهدد أمنها ومصالحها وسلامة مجتمعاتها وتيني في سبيل ذلك العديد من الاتفاقيات والاستراتيجيات الأمنية المشتركة التي يمكن أن تسهم في التصدي للأخطار المحيطة بالأمن الاجتماعي العربي انطلاقا من مبادئنا الدينية و الأخلاقية والإنسانية السامية التي تحارب الجريمة وتحافظ على حياة الإنسان وكرامته وحقوقه ولن تكتمل هذه المهمات والأهداف السامية النبيلة ما لم يستشعر المواطن العربي أينما كان أنه رجل الأمن الأول وأنه وأجهزة الأمن يعملون لهدف واحد هو تحقيق أمن المواطن والوطن وفي السياق ذاته تكون مسؤولية الوسائل الإعلامية والدور التعليمية نحو بناء فكر أمني للمجتمع العربي تحقيقا للأمن والأمان ومنعا للانزلاق في دروب الهدم والشر والإجرام . و إن جدول الاجتماع قد أشتمل على ثلاثة وعشرين بندا عما أنجز في دورات سابقة وكيفية انجازه وعوائق ما لم ينجز من جهود واستراتيجيات .. وكلنا أمل في أن يوفقنا المولى إلى تحقيق ما يحب ويرضي ويحقق توجيهات قادة دولنا حفظهم الله فيما اسند إلينا من مهمات وتطلعات شعوبنا العربية تجاه المحافظة على ما تحقق من استقرار وازدهار في مختلف المجالات .