كشفت معلومات أمنية أنه بخصوص حادثة التعرض لسعوديين في صحراء النيجر أن السلطات الأمنية في النيجر قامت بتوقيف ثمانية أشخاص على الأقل على ذمة التحقيق في الحادثة التي راح ضحيتها 4 سعوديين وجُرح أخرون، فيما أفادت تقارير أخرى أن عصابة نيجرية خططت لبيعهم للقاعدة. ويرجح خبراء أمنيون تابعوا الملف أن مجموعة المؤشرات المتوفرة تؤيد فرضية العمل الإرهابي، على خلفية أن "الجماعة التي قامت بالاعتداء على الرعايا السعوديين بلغتها معلومات من مخبرين مأجورين، وتبين في وقت لاحق أن المعلومات التي حصلت عليها الجماعة الإجرامية لم تكن دقيقة. وبسبب هذا الهاجس الكبير قام عناصر الجماعة الإجرامية بالترصد للسعوديين من مكان إقامتهم إلى غاية الوصول إلى مكان الاعتداء. ويوجد من بين الموقوفين ثلاثة من عرب النيجر واثنين من جنسية مالية كانا يعملان سائقين لدى الرعايا السعوديين الستة، وقام الأمن النيجري بتوقيفهما والتحقيق معهما بشبهة "تسريب معلومات عن السياح السعوديين للجماعة الإجرامية". وبحسب المعلومات المتوفرة فإن السعوديين الذين خرجوا في رحلة صيد، تفاجأوا بوابل رصاص من جهتين عندما توقفوا للاستراحة، ويبدو أن السعوديين كانت بحوزتهم أسلحة، الأمر الذي مكنهم من الرد على الجماعة الإجرامية، بالقدر الذي أنقذ ثلاثة أفراد من أصل ستة تعرضوا للهجوم، كما أنه تم العثور على بقع دم على بعد 450 متر من مكان الاعتداء، وهو ما يؤشر إلى إصابة أحد عناصر الجماعة الإجرامية على الأقل. تفاصيل جديدة في سياق متصل، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" الأربعاء 30-12-2009 عن تجار من الطوارق أن عصابة من عرب النيجر يرأسها مهرب أسلحة يدعى «م.إ» نظمت كمينا للسعوديين، فجر أول من أمس، بغرض خطفهم وبيعهم للإرهابي مختار بلمختار، أحد قادة فرع «القاعدة» في الساحل الإفريقي. وأوضحت المصادر، أن المخطط كان أن تأخذ العصابة السعوديين ال6 أحياء لتسليمهم إلى بلمختار الشهير ب«خالد أبي العباس»، وهو من قدامى المشاركين في حرب أفغانستان، ويبلغ من العمر 38 عاما. لكن استعمال الضحايا أسلحتهم دفع العصابة إلى إطلاق النار عليهم، فقتلت 3 منهم وجرحت اثنين آخرين. وقد كان السعوديون في رحلة صيد طيور نادرة تعيش في المنطقة. وقدرت المصادر عدد العصابة ب30 شخصا، يتنقلون في الغالب بين المناطق الحدودية بين مالي والنيجر وفي المناطق السياحية في النيجر، لتعقب سياح أجانب، غربيين خصوصا، ثم بيعهم إلى التنظيمات المسلحة المحسوبة على تنظيم القاعدة، في مقابل الحصول على نسبة من أموال فدية محتملة يحصل عليها الإرهابيون من حكومات الرهائن نظير الإفراج عنهم. ويشبه السيناريو الذي كان محضرا للرعايا السعوديين، عملية خطف ناجحة نفذتها عصابة نهاية عام 2008. وكان ضحايا عملية الاختطاف، روبرت فاولر، مبعوث الأمين العام الأممي إلى النيجر، ومساعده لويس غاي، وسائقهما النيجري. وتم تسليم الدبلوماسيين إلى بلمختار الذي أفرج عنهما بعد أربعة أشهر من الاحتجاز، مقابل فدية، تُجهل قيمتها، دفعتها الحكومة الكندية، والإفراج عن ثلاثة جهاديين مساجين في مالي. ووصلت إلى العاصمة الرياض مساء أمس الثلاثاء، طائرة الإخلاء الطبي، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لنقل جثامين القتلى السعوديين الأربعة الذين قضوا نحبهم أول من أمس، بالإضافة إلى المصابين الناجين من الهجوم الوحشي الذي تعرضوا له أثناء رحلة الصيد التي كانوا يقومون بها في بلدة تيلابيري بالنيجر. وأكد موسى سيدي محمد نائب رئيس الغرفة التجارية في النيجر، وهو من «عرب النيجر»، ل"الشرق الأوسط" من العاصمة «نيامي»، أن السلاح الذي استخدم في قتل السعوديين هو رشاش من نوع «كلاشنيكوف»، مؤكدا استغراب وزير الدفاع في النيجر، الذي يرتبط معه بعلاقة صداقة، من عدم إبلاغ سلطات بلاده بوجود السياح السعوديين المغدورين في بلاده. وسرد موسى سيدي محمد قصة الاعتداء على السعوديين الستة، وقال: «بناء على المعلومات التي وصلتنا، فإن الجناة راقبوا الضحايا منذ خروجهم من العاصمة، وكان هدفهم سلب المجموعة وليس قتلهم»، مضيفا: «على بعد 10 كلم عن بلدة تيلابيري التي تبعد بدورها 150 كلم عن العاصمة نيامي، نجح المهاجمون في إخراج السياح السعوديين نحو 500 متر على جانب الطريق في منطقة رملية، وبادر المعتدون، وعددهم ثلاثة أشخاص؛ أحدهم كان يقود السيارة، والآخر كان ممسكا بسلاح الجريمة، والثالث مهمته السلب، وحين حاول أحد السعوديين المقاومة انطلقت الأعيرة النارية من أسلحة المعتدين التي يرجح أنها من نوع (كلاشنيكوف) المعتاد استخدامه من قبل العصابات المعروفة في المنطقة، حيث قتل في الحال ثلاثة من السعوديين فيما توفى الرابع وهو في طريقه إلى المستشفى».