عرضت مؤسسة أكاديمية إسرائيلية عدداً من الروايات حول أفعال قام بها جنود إسرائيليون خلال العمليات الأخيرة في قطاع غزة من بينها قتل مدنيين. وتقول إحدى الروايات إن قناصاً قتل أم وأطفالها من مسافة قريبة بعد أن دعتهم القوات الإسرائيلية للخروج من منزلهم. وزعم أن المرأة واثنين من أطفالها قتلا بعد أن أساؤوا فهم التوجيهات الصادرة إليهم بشأن الطريق الذي يجب أن يسلكوه للخروج من المنزل. ووصف متحدث آخر في الندوة التي نظمتها الأكاديمية العسكرية في كلية اورانيم ما رآه خلال حرب غزة بأنه قتل امرأة فلسطينية "بدم بارد". وفي رواية ثالثة أمر قائد إسرائيلي جنوده بقتل امرأة مسنة تسير في الطريق على الرغم من سهولة تمييزها واتضاح أنها لا تشكل تهديداً. تدخل الحاخامات كما أشار عدد من شهادات الجنود إلى تدخل كبير وغير معهود من قبل الحاخامات المدنيين والعسكريين الذين وزعوا منشورات تصف الحرب بمصطلحات دينية. احتوت المنشورات على رسالة واحدة واضحة، علينا أن نقاتل لاجتثاث غير اليهود أحد الجنود الذين أدلوا بشهاداتهم وقال أحد الجنود أن هذه المنشورات احتوت على "رسالة واحدة واضحة؛ نحن أهل إسرائيل، نحن وصلنا إلى البلاد بمعجزة تقريباً، والآن علينا أن نقاتل لاجتثاث غير اليهود الذين يتدخلون لإعادة احتلال الأرض المقدسة". ودافع الجيش الإسرائيلي عن أدائه خلال الهجوم على غزة، لكنه قال إنه سيحقق في أمر هذه الشهادات. من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية إنه سيتم التحقيق في هذه الروايات بجدية. وأضاف باراك "لا زلت أقول إن لدينا أكثر الجيوش أخلاقية في العالم، بالطبع ربما تكون هناك تجاوزات، لكن لا شك لدي على الأطلاق أن ذلك سيتم التحقيق فيه حالة بحالة". ونشرت الأكاديمية العسكرية هذه الشهادات، كما تحدث بشأنها خريجون من الأكاديمية عملوا في غزة إلى الطلاب الجدد. قوة غير مقيدة وقال مدير الأكاديمية داني زامير إن هذه الشهادات "تعكس جواً يشعر فيه الشخص بأنه مخول لاستخدام قوة غير مقيدة ضد الفلسطينيين". لا أعرف كيف أصف الجو العام، دعنا نقول إن أرواح الفلسطينيين كانت أقل أهمية بكثير من أرواح جنودنا أحد الجنود الذين أدلوا بشهاداتهم وفي رواية أخرى يقول قائد فرقة إسرائيلية "لا أعرف كيف أصف الجو العام، دعنا نقول إن أرواح الفلسطينيين كانت أقل أهمية بكثير من أرواح جنودنا". وتضمنت الشهادات التي أدلى بها طيارون وجنود إسرائيليون روايات حول تدمير غير ضروري لمبان فلسطينية. ويقول مراسلون إنه لو ثبتت صحة هذه الشهادات فإنها ستقلل من شأن الادعاءات الإسرائيلية بأنها قواتها تأخذ حذرها لحماية غير الأشخاص المقاتلين واتهاماتها لحماس بالمسؤولية عن تعريض حياة المدنيين للخطر. وقال أحد الجنود الذين أدلوا بشهاداتهم إنه كانت تصدر لهم أوامر بإلقاء كل محتويات المنازل في الخارج، مضيفاً "كل شىء؛ ثلاجات، أطباق، أثاث، ...". وكانت جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية انتقدت الجيش لفشله في التحقيق بصورة صحيحة في انتهاكات لقوانين الحروب اثناء الهجوم على غزة على الرغم من العديد من الأدلة على إحتمال وقوع جرائم حرب. يذكر أن الحرب على غزة التي استمرت ثلاثة أسابيع في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني الماضيين خلفت 1300 قتيلاً بينهم 440 طفلاً و110 امرأة وعدد كبير من المسنين الفلسطينيين، بينما سقط على الجانب الإسرائيلي 13 شخصاً بينهم ثلاثة مدنيين. وكان هدف إسرائيل من شن الحرب هو منع الصواريخ وقذائف الهاون التي يطلقها المسلحون الفلسطينيون من قطاع غزة على إسرائيل.