اشارت مصادر أردنيَّة مطلعة إنَّ الحكومة الأردنيَّة تتجه إلى التصعيد الدبلوماسيّ مع قطر في حال لم توجّه الأخيرة أمرًا إلى فضائية الجزيرة القطريَّة لوقف بث الحلقة الثانية من برنامج "مع هيكل" الذي يعدّه ويقدمه الصحافي المصري محمد حسنين هيكل. وكانت الحلقة الأولى تضمنت إساءات للرموز الأردنيّة وفي مقدمتها الملك الأردني الراحل حسين بن طلال، ما أثار حيرةً واستغراباً أردنياً من مرامي وتوقيت بث الفضائية القطرية حلقة البرنامج المسيئة للأردن. فبعد سنوات من القطيعة، شهدت العلاقات الأردنيّة القطريّة تقدمًا ملحوظًَا قبل نحو شهرين، على خلفيّة تتويج العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اتصالات تقارب مع الدوحة التي توجه إليها بعد أسبوعين من زيارة نادر الذهبي رئيس الوزراء الأردني. وأشارت المصادر إلى أنَّ بثَّ الجزء الثاني من برنامج "مع هيكل" بعد غد الخميس "سيثبت الوقائع على الأرض لصانع القرار الأردني من أن الدوحة تصر على الإنتقام من الأردن لأسباب تجهلها عمان التي عملت كل ما بوسعها على مدى الشهور الماضية تكريسا لعلاقات سياسية سليمة". ورجحت المصادر أن يكون بين الخيارات الأردنية المطروحة للرد على "إساءات فضائيّة الجزيرة" إمّا مقاطعة القمة العربية المقبلة في العاصمة القطرية أو تخفيض مستوى التمثيل الأردني، على اعتبار أن الأردن لم يغب عن أي من القمم العربية منذ القمة العربية الأولى في العام 1964. إضافة الى ذلك، فإنها قد تستدعي سفيرها المعين حديثا في الدوحة أحمد جلال المفلح الى عمان للتشاور معه، كما قد تحمل السفير القطري في عمان رسالة احتجاج لنقلها الى الحكومة في الدوحة. وحتى اللحظة لا تدري عمان سببا مقنعا للحملة القطرية، خلافا للأزمات السياسية والدبلوماسية السابقة بين البلدين، حين كانت القطيعة السياسية تلي حوادث ومناكفات سياسية واعلامية كحادثة طرد قادة حماس من الأردن عام 1999، وتأييد الأردن للموقف السعودي في مسألة الخلاف مع قطر، ووقوف قطر خلافا للإجماع العربي عام 2006 الى جانب المرشح الكوري الجنوبي للأمانة العامة للأمم المتحدة بان كي مون ضد ملف ترشيح الأردني الأمير زيد بن رعد الذي أصبح لاحقا سفيرا لبلاده لدى الولاياتالمتحدة الأميركية.