ترددت أنباء جديدة عن تأجيل الدراسة إلى ما بعد موسم الحج في حال تعثر البرنامج التدريبي الصحي المشترك بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة بعد أن أفتى بعض المشايخ وكبار العلماء بعدم جواز بدء الدراسة قبل الحج تلافيا لانتشار مرض أنفلونزا الخنازير بين طلاب التعليم العام وأعضاء هيئة التدريس، فيما أشارت مصادر مطلعة إلى أن دراسة مكثفة تجرى حالياً بمجلس الشورى لدراسة قرار تأجيل الدراسة حتى ينقضي شهر الحج. وفي ذات السياق استبعد صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم أن يكون تأخر وصول لقاح مرض أنفلونزا الخنازير سببا لتأجيل مواعيد انطلاق الدراسة التي ستبدأ بعد أسبوعين بينما يصل اللقاح بعد ثلاثة أسابيع. وأكد سموه أن معظم دول العالم لم تؤجل انطلاقة العام الدراسي موضحا أن سبب تأجيل انطلاق العام الدراسي كان لأجل تدريب ستة وستين ألف معلم ومعلمة. وأكد سموه خلال تفقده أعمال الدورة التدريبية للمدربين (أطباء وطبيبات الصحة المدرسية) للتوعية بوباء الأنفلونزا المستجدة (H1N1) في مدارس التعليم العام، والتي عقدت صباح أمس في قاعة الملك فيصل بفندق الإنتركونتننتال أن العملية التي تربط وزارة الصحة بوزارة التربية والتعليم تكاملية، مشيرا إلى أن مسؤولية خمسة ملايين طالب وطالبة وخمسمائة ألف معلم ومعلمة هي مسؤولية كبيرة تحتم على التربية الوقوف بكل قوة لمنع انتشار المرض في أوساط المدارس. وبين أن وباء أنفلونزا الخنازير فتح للتربية أهمية الصحة المدرسية التي لم تلقى الاهتمام الملائم في السابق، وقال "عندما اطلعت على أوضاع المدارس شعرت بألم شديد على وضع الصحة المدرسية "، مشيرا إلى أن هذا الحدث سيكون بداية تطوير الصحة المدرسية. أضاف سموه أن الوقاية أهم من العلاج وأتمنى من المعلمين والمعلمات الاستفادة من فترة الأسبوعين التي تسبق الدراسة للتواصل مع الأسر والطلاب ومنحهم رسائل توعية مشيدا بمواقف وزارتي التعليم العالي والثقافة والإعلام. وقد دشن سمو وزير التربية والتعليم امس الموقع الإلكتروني للجنة التنفيذية للوقاية من مرض انفلونزا الخنازير على شبكة الانترنت. من جانبه أعلن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة خلال زيارته لمقر التدريب أن مليون لقاح سيصل كدفعة أولى خلال الثلاث أسابيع المقبلة تتبعها البقية بعد ذلك لحين اكتمال الطلبات، مؤكدا على أن وزارة الصحة تعاقدت مع اكبر الشركات العالمية التي تنتج اللقاح بجودة تتطابق مع معايير منظمة الصحة العالمية، والهيئة السعودية للغذاء والدواء. وبين وزير الصحة أن اللقاح الذي سيتم توزيعه على الطلبة في المدارس سيكون اختياريا بعد موافقة الأهل. وقال الربيعة إن الدول المتقدمة جميعها لم تؤجل الدراسة رغم ارتفاع حالات الإصابة فيها، ولا يوجد أي تأثير على معدل الإصابة بالوباء وانطلاق الموسم الدراسي، مؤكدا على أن النتائج الايجابية التي تم الخروج منها عقب انتهاء موسم العمرة خلال شهر رمضان خير دليل على عدم التخوف من المرض في حال استخدام وسائل الوقاية، مشيرا إلى أن تأجيل الدراسة كان للتجهيز وليس للمرض. وأشار وزير الصحة إلى أن الكاميرات الحرارية جدواها قليل بحسب ما ترى منظمة الصحة العالمية ولم ترى وزارة الصحة لوجودها اي اهمية إلا في أماكن الحج والعمرة. وبين ان التعاون الذي يجري حاليا بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم كان بتوجيه كريم من قبل خادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى انه سيكون بداية للتعاون المشترك بين الوزارتين، من جانبه قال الدكتور سليمان بن ناصر الشهري مدير عام الصحة المدرسية ورئيس اللجنة التنفيذية للتوعية بوباء أنفلونزا الخنازير ان العمل يجري حاليا لإعداد خطة لتطعيم الطلاب على اللقاح فور توفر ستة ملايين من اللقاح. وأوضح ان التطعيم سيشمل كل الطلبة إلا من لديه موانع كالحساسية لأي من مكونات اللقاح، مشيرا إلى أن الذين يعانون من حساسية لأحد مكونات اللقاح يعدون نسبة ضئيلة جدا. وأشار إلى أن هناك أماكن مخصصة لانتظار الحالات في المدارس مع توفير جميع الإجراءات الوقائية من المرض. وقد انطلقت الدورة التدريبية لأطباء الصحة المدرسية للتوعية بوباء الإنفلونزا المستجدة صباح امس بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بأربع محاضرات، حيث ألقى الدكتور محمد الشهري المحاضرة الأولى تحت عنوان "ما يجب معرفته عن الأنفلونزا المستجدة " بعدها ألقى الدكتور عبدالله عسيري محاضرة وتناولت "الأنشطة والإجراءات التي يجب اتباعها في المدارس لمواجهة وباء الإنفلونزا المستجدة". إثر ذلك ألقى الدكتور علي البراك محاضرة تناولت "الإنفلونزا المستجدة الوقاية والعلاج"، أعقبها جلسة نقاش، ومن ثم تواصلت المحاضرات حيث قدم الدكتور عبدالرحمن القحطاني محاضرة بعنوان "ما يجب أن يعرفه المعلم والمعلمة عن الإنفلونزا المستجدة"، تلاها جلسة نقاش ومن ثم اختتم البرنامج بتدريب عملي على "طريقة قياس درجة الحرارة، وغسل الأيدي، وكيفية لبس الكمامة ونزعها".