تمكن مهندسون زراعيون في وزارة الزراعة الفلسطينية المقالة في غزة، من تصميم آلة ميكانيكية حديثة لإعداد و تصنيع السماد العضوي (الكومبست)، وذلك للاستعاضة عن عدم توفر مستلزمات القطاع الزراعي، نتيجة تحكم الاحتلال في المعابر وللتغلب علي حالة الحصار المفروض علي قطاع غزة. وأوضح المهندس نزار الوحيدي مدير التخطيط والسياسات بوزارة الزراعة، أن قصة نجاح تصميم آلة ميكانيكية حديثة بدأت بعد توجيهات الدكتور محمد رمضان الأغا وزير الزراعة بضرورة حل أعقد مشكلة يواجهها المزارع في إعداد سماد الكومبست في ظل الحصار ومنع دخول كافة مستلزمات الإنتاج لفترة طويلة. وأضاف وبعدها طرحت الفكرة أمام مهندسين شابين لم يمض علي تعينهم سوي عدة أشهر هما المهندس شاهر الريفي والمهندس محمد المزين وبدأت فعلا رحلة التصميم والتجهيز ثم إنتاج الآلة واستخداماتها وتقييم نتائجها. المهندس شاهر الريفي أحد المصممين للآلة الميكانيكية قال:" أهم ما يواجهنا هو غياب نموذج نقوم بمحاكاته، لهذا بدأنا في تصفح الانترنت والبحث الميداني والوقوف علي عملية الإنتاج في محررة القادسية التي يتم فيها إعداد الكومبست حتي نستطيع أن ننجز للمهندس القائم علي الإنتاج ما يحتاجه فعلاً وتم ذلك بحمد الله". أما المهندس محمد المزين فقال: " اعتمدنا في البداية علي نماذج من الانترنت ثم طورنا منه نموذجاً بسيطاً يساعد المزارع كفئة مستهدفة وبسعر بسيط نسبياً يوفر علية 90% من ساعات العمل المجهد والمضني والمكلف مادياً". أماعن الأجهزة والأدوات التي تم استخدامها في تصميم الآلة فأوضح م. المزين، أنه تم أخذها من جبل حديدي من السيارات والآليات المحطمة التي خلفتها الحرب الصهيونية الأخيرة علي قطاع غزة من تدمير مباني وورشات وزارة الزراعة، لافتاً أنه تم استخراج التروس وناقل الحركة وبعض القطع الأخرى اللازمة للاستخدام. وأشاد م.المزين بجهود العمال الفنيين والميكانيكيين بوزارة الزراعة الذين شاركوا في العمل، لافتاً أنه لولا هؤلاء المبدعين لما تمكنا من نقل أفكارنا لأرض الواقع وتابع :"وهذه ميزة تمكن المهندس الفلسطيني من تحقيق أحلامه ونقل أفكاره إلي حقيقة ملموسة". **التكلفة الاقتصادية أما عن التكلفة الاقتصادية يؤكد م. المزين، أن استخدام الآلة في عملية التقليب لا تكلف المزارع أكثر من 90 دولار تقريباً، في حين أن الكومة بطول 50 متراً تكلف المزارع 500 دولار تقريباً كأجرة للعاملين في تقليبها بواقع عشرة عمال يتقاضي الواحد منهم 5 دولارات في اليوم. وعن النتائج والآثار المتوقعة علي كومة الكومبست، أشار م.المزين أنها تحافظ علي الخواص الطبيعية المتميزة والكيميائية للمنتج، حيث تقل كمية الفقد من العناصر إلى حد كبير، كما أن التجانس في عملية الخلط والتفريم والتقطيع ميزة إضافية ويؤكد ذلك عدد من الخبراء بوزارة الزراعة الذين يراقبون ويتفحصون الآلة وهي تقوم بعملها. يشار هنا أن الكومبست هو سما د عضوي يتم إعداده من مخلفات المحاصيل الزراعية أو المخلفات العضوية الأخرى من نفايات المدن، ويضاف إليه سماد عضوي من مزارع الدواجن أو الأبقار أو الأغنام، حيث بعد تقطيع المخلفات وتكويمها بترتيب وتعاقب طبقي ومن ثم ترطيبها وتقليمها حتي تمام نضجها يخرج ما يطلق عليه اسم "سماد الكومبست"، ويعتبر السماد المعد بهذه الطريقة أحد أهم عناصر الزراعة العضوية والزراعة الآمنة . وفي سياق ذي صلة تطرق م.الوحيدي إلى أن وزارة الزراعة بدأت فعلياً بالزراعة العضوية ، حيث سيكون 2010 عاماً لانطلاق الزراعة العضوية في فلسطين، مؤكداً أن الإبداعات والمشاريع التي تقوم بها الوزارة تأتي من خلال النهوض بالواقع الزراعي وخلق اقتصاد زراعي مقاوم ، وذلك من خلال خطة متكاملة أعدتها الوزارة لبناء مستقبل أفضل للقطاع الزراعي بعيداً عن الاحتلال وتدخلاته.