قرار إمارة المنطقة الشرقية بحظرها واضح وصارم ، وحملات هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر للتأكد من تنفيذه لا تتوقف، ومع ذلك استغلت بعض المطاعم قدوم الإجازة الصيفية لتقديم الشيشة لمرتاديها متذرعة ب " رغبة الزبون " . أما المدخنون والمدخنات للشيشة فيبررون الأمر بحجج مثيرة مثل قولهم إنهم يروحون بهذا السلوك عن أنفسهم في ظل عدم قدرتهم على السفر للخارج ، مشيرين إلى أن مقاهي عربية معروفة اكتسبت شهرة عالمية بسبب تميزها في هذا المجال . وقد لوحظ تقديم الشيشة في بعض المطاعم بالمنطقة الشرقية،بعد وجبة الطعام وهذا مخالفة للقرار الذي أصدرته إمارة المنطقة الشرقية قبل عامين . ومعلوم أن القرار نص على تشكيل لجنة من شرطة المنطقة الشرقية وأمانة المنطقة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمتابعة التزام المطاعم به، وقد قامت اللجنة فعلا بإغلاق العديد من المطاعم التي خالفت اللوائح والأنظمة وقدمت الشيشة مع الأطعمة. و كجزء من مهمتها أصدرت اللجنة مجموعة من القرارات أبرزها نقل المقاهي إلى مناطق بعيدة عن العمران والمناطق السكينة وإلزام المطاعم بممارسة نشاط واحد وهو المحدد في الرخص الرسمية. وقد تبين ان كثير من المطاعم لم تتقيد بهذه القرارات، حيث بات تقديم الشيشة بعد الوجبات من الأمور المعتادة ، وهو ما أرجعه العديد من العاملين في تلك المطاعم ل(رغبات) المرتادين، لكن هؤلاء العاملين ذكروا أن الشيشة تقدم بسرية تامة للغاية، مضيفين: "نحاول تخصيص أماكن بها مظلات حتى لا تتم مداهمة المكان". وتعليقا على هذا الوضع ، أكد مصدر في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية أن "9 حملات تم تنفيذها منذ بدء الإجازة،و ضبطت خلالها مخالفات تم إبلاغ الأمانة عنها لتتخذ الإجراءات اللازمة " . وأوضح المصدر أن المطاعم المتورطة في هذه المخالفات سبق ووقعت على تعهدات تنص على أنه في حال المخالفة سيتم اتخاذ عقوبات أخرى كالإغلاق النهائي والغرامة المالية". و اعتبر ناصر المحيميد (مشرف في إدارة صحة البيئة في أمانة مدينة الخبر) أن "تلك الحملات يتم تنفيذها بشكل شبه أسبوعي خصوصا مع دخول فترة الإجازة" ، مضيفا " البعض لم يلتزم بالقرارات الحازمة التي أصدرها أمير المنطقة الشرقية قبل عامين، علما بأن لجنة رسمية تم تشكيليها للتصدي لتلك الظاهرة " . وقال:" الأمر لازال تحت الدراسة وسيتم التنسيق مع الجهات المعنية لإعادة فتح ذلك الملف خوفا من حدوث تجاوزات أخرى". وأبدى بعض مرتادي المطاعم المخالفة رغبتهم في استمرار تقديم الشيشة لهم،ففي احد المطاعم بمدينة القطيف، قالت إحدى السيدات: "لا يمكن تشديد الخناق على الناس، فهناك أناس لم يتمكنون من السفر، فيعتبرون المقاهي ملاذا امنا، نحاول من خلاله اللقاء مع الأصدقاء والترفيه والمتعة، بطلب المأكولات ويلي ذلك جلسة الشيشة التي تزدهر بين الفتيات في تلك الأوقات" . وأضافت: " المطعم يشدد على عمل حواجز مابين المرتادين كما انه يرفض رفضا قاطعا بتواجدنا بالفناء الخارجي ". و تابعت : " الأمر عادي ولا يخدش الحياء ولا يوقع ضررا ". ووافق العديد من مرتادي المكان على هذا الرأي ، مشيرين إلى أن "الشيشة مسألة عادية وإذا قارنا ذلك بالدول الأخرى نرى أن مقاهي عديدة أصبحت مقصدا ثقافيا وترفيهيا حتى كادت أن تصبح معلما سياحيا ، كما هو الحال في مصر والبحرين والأردن ولبنان وسوريا" .