ظهرت في لبنان، أخيراً، سبحات مسيحية تحمل صورة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى جانب صورة العذراء مريم وصور قديسين, فاستنكرها بعض المسيحيين لأنها "تمس المقدسات" فيما اعتبر آخرون أن الاستنكار هدفه إحداث شرخ طائفي. وقال مصدر في حزب "القوات اللبنانية" المسيحي وهو من قوى 14 آذار/مارس التي تمثلها الأكثرية النيابية, امس الخميس 22-1-2009، إن "تداول هذه السبحات يمس بالمقدسات المسيحية ويشكل تطويعا للرأي العام المسيحي عبر التعود على وجود صورة نصر الله إلى جانب صورة العذراء او القديس شربل". وأضاف "لا يمكننا أن نعتبر هذا العمل بريئا أو ساذجا. نحن لا نتهم حزب الله لكننا نعتبر أن عليه أن يتخذ التدابير اللازمة", ومنها الاستنكار. وكان مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله حسين رحال اعتبر الأسبوع الماضي أن ليس على التنظيم الشيعي الاستنكار "لأنه لا علاقة له بالعمل. وقال رحال في حديث إذاعي "لسنا نحن من صنع المسبحة (...) ولماذا أوضح عملا لم أقم به". وأضاف أن الأمر "لا يستحق الضجة التي أثيرت", مستنكرا "الحملة المفتعلة التي قامت بها صحيفة "النهار" والقوات اللبنانية". وسبق أن شنت القوات اللبنانية حملة على ظهور هذه السبحات, خصوصا عبر موقعها على شبكة الانترنت, كما نشرت صحيفة "النهار" القريبة من الأكثرية النيابية الأسبوع الماضي تحقيقا حول الموضوع. واعتبر التيار الوطني الحر بزعامة النائب المسيحي ميشال عون, المرتبط بتفاهم سياسي مع حزب الله، أبرز أطراف الأقلية النيابية, أن حملة القوات هدفها إحداث شرخ طائفي لأسباب انتخابية. وفي برنامج عرض على شاشة محطة "او تي في" الناطقة باسم التيار, أدرج مقدم الحلقة حملة القوات اللبنانية في إطار "مسلسل الكذب والإشاعات", معتبرا أن "تشويه الوقائع تناول هذه المرة مسألة طائفية تحريضية لا أساس لها". من ناحيته, أدان البطريرك الماروني نصر الله صفير إدخال صور لبعض القادة السياسيين في سبحات الصلاة. وقال أمام وفد زاره مستنكرا هذا الأمر, "نحن مثلكم تعجبنا لخلط الأمور, ونأمل ممن يقوم بمثل هذه الأعمال أن يرتدع عنها". وأضاف "ما دخلت السياسة شيئا إلا أفسدته, يجب التمييز بين الدين وما هو سياسي, فلا يجوز الخلط بين الدين والسياسة". يذكر أن أنصار حزب الله عمدوا في العام 2006، إلى قطع طرق في بيروت، وإحراق إطارات استنكارا لمسلسل سياسي فكاهي ساخر تناول نصرالله في إحدى حلقاته.