خرج التيار الصدري عن صمته تجاه عدة جرائم ارتكبت في الآونة الأخيرة في معقله بمدينة الصدر شرق بغداد، معلنا عدم تأييده قتل مثليي الجنس، وداعيا إلى الرفق إذا أن العلاج الوحيد للظاهرة هو "الوعظ والإرشاد". وينظم التيار الصدري ندوات شعبية يعلن خلالها عدم تاييده قتل مثليي الجنس، وقال الشيخ وديع العتبي مسؤول العلاقات الخارجية في مكتب الصدر ان "العلاج الوحيد لوقف هذه الظاهرة هو الوعظ والارشاد وليس هناك اي اسلوب اخر للقضاء عليها" في اشارة الى عمليات قتل وتعذيب تعرض لها عدد من مثليي الجنس. واضاف ان "اللقاء هدفه محاربة المفاسد وحض المجتمع على رفض هذه الظاهرة" مشيرا الى ان "التيار الصدري ينظم هذه الندوات بتوجيه" من زعيمه رجل الدين مقتدي الصدر. واكد العتبي ان "الصدر يرفض اسلوب العنف (...) ومن يمارس العنف لهذا الغرض نحن براء منه". وعقد التيار خلال الاسابيع الثلاثة الماضية سلسلة ندوات في مناطق شعبية متفرقة شرق بغداد للغرض ذاته، وفقا للعتبي. وكانت مصادر امنية عراقية اعلنت العثور مطلع ابريل/نيسان الماضي على جثث ثلاثة من مثليي الجنس قتلوا بالرصاص مؤكدة تعرض اخرين من هؤلاء المراهقين الى حالات تعذيب بكسر الايدي والارجل في مدينة الصدر ومناطقها. وعلقت فوق جثث الفتيان ورقة كتب عليها "منحرف". وتنتشر ظاهرة التخنث بين شبان لا يترددون في ارتداء ملابس ضيقة والذهاب الى المقاهي وصالات الالعاب، خصوصا بعد وقف نشاط جيش المهدي. ويؤكد شهود عيان انتشار حالات التعذيب بحق هؤلاء في مناطق متفرقة شرق بغداد. من جانبه، قال العقيد عبد الكريم اللامي مدير مركز شرطة مدينة الصدر ان "المجتمع بحاجة الى هذه الندوات كونها فرصة للقاء الاهالي لدعم الامن ومعالجة اي ظواهر سلبية قد تظهر في المجتمع وبينها مثليو الجنس". واتهم اللامي "جهات مندسة في المجتمع تدفع لتشجيع هذه الظاهرة وغيرها من السلبيات". على الصعيد القانوني، اكد اللامي "عدم وجود نص قانوني واضح وصريح يعاقب او يحاسب مثليي الجنس لكننا بدانا اتخاذ اجراءات لمعالجتها كظاهرة مخالفة وتخدش الحياء والاداب الاجتماعية" وهذه يعاقب عليها القانون. وقد اكدت مصادر محلية في مدينة الصدر منتصف ابريل/نيسان قيام مجموعة مجهولة تطلق على نفسها اسم "اهل الحق"، بملاحقة مثليي الجنس عبر تعليق "ثلاث قوائم تحمل عشرة اسماء لفتيان" متهمين بانهم من الشاذين جنسيا. واوضحت ان القوائم علقت في مناطق متفرقة في وسط وجنوب المدينة وتحمل اسماء كتبت بحبر اسود. وتوعدت جماعة "اهل الحق" ب"الاقتصاص منكم ايها الفاجرون". واكدت المصادر ان الاسماء الواردة ضمن القوائم تعود لفتيان من سكان المدينة متوارين عن الانظار حاليا. كما كشف شهود عيان عن وجود عبارات باللون الاحمر على الجدران في مناطق متفرقة تقول "سنعود اليكم يا ايها الجراوي". ويطلق الاهالي في المدينة تسمية "جرو" على مثليي الجنس. وحضر الندوة عشرات الاشخاص معظمهم رجال دين وممثلين عن شرطة مدينة الصدر وشيوخ عشائر من سكان الضاحية الشيعية. بدوره، قال الشيخ داود العنزي امام الحضور "يجب تصحيح اخلاق الامة" مؤكدا ان الظاهرة "مصيبة المت بالمجتمع". كما قال الشيخ كريم الساعدي ان "تلوث الاخلاق يؤدي الى الخروج عن الدين وبالتالي قسوة في القلب والتحول للاجرام". من جانبه، اعتبر ابو حسين احد زعماء عشائر مدينة الصدر "على الجميع العمل للحفاظ على اخلاق الشباب من الظواهر الغربية الفاسدة".