أطلقت قناة "العربية" العديد من الصفات على "بابا الفاتيكان" خلال تغطيتها لزيارته الحالية الى المنطقة، ومنها "قداسة البابا" و "الحبر الاعظم"، فيما ما زالت تتحفظ على استخدام عدة القاب مثل "الشهداء" الفلسطينيين، و "فضيلة" الشيخ، لأسباب قالت إنها "مهنية". وكان عدد من القراء قد أبدوا استغرابهم ايضا من استخدام موقع "العربية نت" مسمى "دوري الملك عبدالله" او "دوري ملك السعودية" في عناوين بعض اخباره، بدلا من مسماه الرسمي وهو "دوري خادم الحرمين الشريفين". وتستخدم العديد من القنوات الكبير ، ومنها شبكة "سي ان ان" و "سي ان بي سي" ، إضافة الى مراكز دراسات عريقة مثل "كارنيجي" و "ميدل ايست انيستيتيوت" وغيرها ، لقب خادم الحرمين الشريفين، رغم انها تعتبر من أكثر القنوات والمراكز البحثية والإعلامية مهنية على مستوى العالم. وركزت "العربية" خلال دفاعها عن مواقفها ضد الهجوم الذي واجهته اثناء وبعد الاعتداء الإسرائيلي الأخير على غزة، بان جوانب مهنية تمنعها من إطلاق لقب "شهداء" على الفلسطينيين، غير ان عدد من الباحثين والكتاب ردوا على ذلك بقولهم ان مذيعي "العربية" يستخدمون لقب "شهيد" عند حديثهم عن مراسلة القناة أطوار بهجت والمصور علي عبد العزيز، ويطلقونه كذلك على رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وكان من ابرز تلك الردود ما ذكرته الباحثة قمراء السبيعي بصحيفة "عكاظ" في 22 يناير الماضي، حيث رفضت تبرير مدير عام "العربية" عبد الرحمن الراشد عدم استخدام لقب "شهيد" بوجود أسباب مهنية، وانه كذلك، ومن جانب آخر يتعلق بالجانب الديني، اعتمد على فتوى للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله . وقالت السبيعي: يؤسفني أن المهنية التي ينادي بها مدير قناة "العربية" وصلت إلى أدنى درجاتها هنا، بل ويشير جوابه إلى ازدواجية صارخة للمعايير الإعلامية التي يؤكد أنها تحكمه، ولي مع استشهاده على هذه الفتوى عدة وقفات:..الأولى: لو سلمنا أن فهم المستشار الديني لمدير قناة العربية لفتوى فضيلة العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى صحيحا، ففيه رد عليه، فقد قال الشيخ رحمه الله تعالى مانصه: (إن الشهادة للمقتول بأنه شهيد تكون على سبيل العموم فيقال من قتل في سبيل الله فهو شهيد وما أشبه ذلك من الكلمات العامة، أما الشهادة لشخص بعينه أنه شهيد فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم ) [فتاوى نور على الدرب – نصية – موقع الشيح ابن عثيمين ] ، فمن الواضح أن فتوى الشيخ لا تجيز أن يطلق على شخص بعينه وصف شهيد كما فعل الراشد عند إطلاقه لهذا الوصف على مراسلة العربية أطوار بهجت، والمصور علي عبدالعزيز، إضافة إلى أنه يفهم منها إجازة أن يطلق على العموم لفظ الشهداء كما هو حاصل الآن في غزة، فكما هو معلوم في علم اللغة العربية أن الوصف الذي يطلق على جماعة لا يعني بالضرورة إطلاقه على كل فرد فيها، وعليه، فاستشهاد مدير قناة العربية بفتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى يحمل تناقضا صارخا لما ينادي به، وما يطبقه من ممارسات داخل أروقة قناته، وبهذا تكون الفتوى دليلا ضد السياسة الإعلامية لقناة العربية لا معها ! الثانية: هنالك فتوى أخرى صادرة من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم (9284) برئاسة سماحة العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى تؤكد جواز إطلاق وصف شهيد على من قتل في المعركة، ومن قتل دون دينه، أوعرضه، أو نفسه، أو ماله، بل ويضيف الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى أن من قتل بالصواريخ حكمه حكم الشهداء، وهكذا كل مسلم يقتل مظلوما في أي مكان، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ،ومن قتل دون أهله فهو شهيد) [مجموع فتاوى ابن باز-ج6] ، وأتساءل بدوري هنا: إن كان من ورد ذكرهم في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ممن قتلوا في سبيل دينهم وأموالهم ودمائهم وأهليهم من أهلنا في غزة لا يطلق عليهم في الجملة شهداء عند عبدالرحمن الراشد بل قتلى، فعلى من يطلق الشهيد على وجه العموم ؟!. وختمت السبيعي بقولها: ليعلم مدير قناة "العربية" أن الاحتجاج بالفتاوى بأسلوب انتقائي يتلاءم مع إحدى الصفات العبرية التي نفى أن يطلق على قناته مسماها! حيث قال تعالى في شأنهم ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ) ، وآمل حقيقة أن تكون بغيته الحق في التعامل مع الفتاوى، ويخضع سياسة القناة الإعلامية لها، فهي قناة تعج بالمحاذير الشرعية منها على سبيل المثال لا للحصر: قيام مراسل قناة "العربية" نجاح محمد علي بالسخرية من جبريل عليه السلام، وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في برنامجه " أهواز العراق أيام في مملكة الماء " الذي بث يوم الخميس 6-3-2008م، دون أن تتبعه القناة باعتذار أو توضيح، في حين أن معاييرها الازدواجية تقف بحرص شديد وعناية أمام إطلاق وصف شهداء على ضحايا غزة!