أفرجت السلطات اللبنانية مساء الأربعاء 29-4-2009 عن الضباط الأربعة الموقوفين في قضية اغتيال رفيق الحريري من سجن رومية شمال شرق بيروت، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس، ومحطات تلفزيون محلية. ويأتي الافراج عنهم من سجن رومية بعد قليل من صدور أمر بذلك من المحكمة الدولية التي أنشأتها الاممالمتحدة لمحاكمة المشتبه بهم في حادث الاغتيال الذي وقع في بيروت في 14 فبراير شباط 2005. من ناحيته، أعلن النائب اللبناني سعد الحريري أنه "يرحب بأي قرار يصدر عن المحكمة الدولية" التي تنظر في اغتيال والده رفيق الحريري، بما فيها ما يتعلق بالضباط الاربعة، وذلك بعد قرار قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان الإفراج عن الضباط الموقوفين في القضية. ومن جهة أخرى، شن المدير العام السابق للأمن العام جميل السيد بعد الافراج عنه حملة على القضاء اللبناني، واعتبر ان سعد الحريري، نجل رئيس الحكومة السابق، إما "مضلل" أو "قايض السياسة بأبيه". وقال السيد الذي كان موقوفا لنحو 4 سنوات في قضية اغتيال الحريري مع 3 ضباط كبار آخرين، لدى وصوله مساء الى منزله في غرب بيروت "اليوم المحكمة الدولية أصدرت حكمها ببراءة ضباط لم يكونوا متهمين ولم يكونوا مشتبه بهم". وقد أمر قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال فرانسين بالافراج فوراً عن الضباط الاربعة الموقوفين من دون توجيه أي اتهام لهم. من جهته أخرى، رحب حزب الله اللبناني بقرار المحكمة الخاصة بلبنان إخلاء سبيل الضباط الاربعة الموقوفين في قضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، معتبراً أنها "إدانة" للسلطة التي أوقفتهم لنحو 4 سنوات. وهنأ الحزب الضباط الاربعة وعائلاتهم بالافراج عنهم، مؤكداً أن "الاولوية الآن هي لمحاسبة ومقاضاة المسؤولين عن سنوات التضليل والتضييع والمماطلة، سعياً الى إحقاق الحق وكشف الحقيقة في الجريمة الوطنية الكبرى والاقتصاص من مرتكبيها". والضباط الاربعة الذين أمرت المحكمة الدولية بإخلاء سبيلهم كانوا رؤساء الاجهزة الامنية لدى حصول جريمة اغتيال الحريري في فبراير/شباط 2005، وتم توقيفهم في أغسطس/آب من العام نفسه. والضباط هم: المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد (58 عاماً). تولى المديرية العامة للامن العام بين 1997 و2005. والقائد السابق للحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان (53 عاماً). وكان مرافق الرئيس السابق اميل لحود عندما كان هذا الاخير قائدا للجيش، ثم اصبح قائدا للحرس الجمهوري فور وصول لحود الى السلطة في 1998. والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء علي الحاج (52 عاماً). وكان قد تسلم المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ثلاثة اشهر قبل توقيفه. وقبل ذلك، كان قائد منطقة البقاع (شرق) في قوى الامن، كما عمل لفترة طويلة مسؤولاً عن امن رفيق الحريري. وقيل انه فصل من هذه المهمة بسبب غياب الثقة بينه وبين الحريري. والمدير السابق لمخابرات الجيش العميد ريمون عازار (56 عاماً). تولى جهاز الاستخبارات خلال عهد لحود. ومنذ توقيفهم بمذكرة توقيف صادرة عن القضاء اللبناني، دفع الضباط الاربعة ببراءتهم وطالبوا بإطلاق سراحهم.