تناولت الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الخميس ومواقعها الإلكترونية عزل القوات المسلحة للرئيس المصري محمد مرسي، وقيامها بوضع خارطة للطريق في الفترة القادمة، وردود الأفعال المختلفة. وعبرت عناوين الصحف الرئيسية عن ترحيبها بقرار القوات المسلحة، فعنونت الأهرام نسختها ب"عزل الرئيس بالشرعية الثورية"، وكتبت الشروق "مصر بلا رئيس"، و"الثورة تعبر نفق الإخوان"، فيما رأت الأخبار فيما حدث انتصارا لثورة الشعب، وأكدت اليوم السابع أن "الشرعية الثورية تنتصر". واعتبرت جريدة الأخبار القومية أن مصر اليوم فى عيد، وأنه لا إقصاء لأحد، وقالت الصحيفة إن المصريين فى أول ليلة بدون "حكم المرشد" خرجوا بالملايين فى مسيرات حتي الصباح احتفالا بسقوط "دولة الإخوان". ونقلت الصحف المصرية ردود فعل القيادات السياسية المرحبة، حيث اعتبر مؤسس حزب الدستور محمد البرادعي قرار الجيش تصحيحا لمسار ثورة يناير، حسبما قالت "الأخبار"، واعتبرت حركة تمرد أن انحياز القوات المسلحة للشعب واجب وطني وليس انقلابا عسكريا، حسبما نشرت "الشروق" على موقعها. وقال رئيس الحزب المصري الديمقراطي محمد أبو الغار إن الشعب المصري استكمل ثورته بسلمية تامة، ودعا للتعاون في المرحلة المقبلة بين جميع القوى السياسية والمواطنين، من أجل معالجة أزمات الدولة. أجواء احتفالية: ونقل موقع جريدة "اليوم السابع" ما وصفه بأجواء الاحتفالات بعد تخليص مصر من قبضة الإخوان، كاحتفال الأهالي مع الحرس الجمهوري، وإشعال الشماريخ من قبل معتصمي وزارة الدفاع، ورفع صور السيسي أمام قصر الاتحادية، والألعاب النارية التى أطلقت بسماء ميدان التحرير. على الجانب الآخر أعلن العديد من قيادات الإخوان رفضهم لقرار العزل، وذكرت الشروق على لسان المتحدث باسم جماعة الإخوان جهاد الحداد أن لديهم سيناريو لمواجهة انقلاب الجيش، وأن الجماعة لن تقف صامتة. ونشرت بوابة الحرية والعدالة على موقعها الإلكتروني تغريدة لعصام العريان قال فيها إن الشعب سينتصر على الانقلابيين، مشددا على أن المصريين سيكملون ثورتهم ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك ودولته. فيما اعتبر المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة مراد علي أن قرار وقف بث كل القنوات التى تنقل الفعاليات المعارضة للانقلاب والمؤيدة لمرسي يهدف إلى اسماع صوت واحد فقط للشعب، وسخر من القرار بقوله "هذه بداية عهد الحريات والبقية تأتي، ويسقط يسقط حكم العسكر". وبثت البوابة نقلا مباشرا للمعتصمين فى ميدان رابعة بعد غلق العديد من الفضائيات التي تنقله، حيث تعالت الهتافات المنددة بالقرار وارتفع البكاء. اللحظات الأخيرة: وسردت بعض الصحف ما قالت إنه كواليس الساعات الأخيرة فى حكم مرسي، فكتبت الأهرام أن الرئيس استشاط عضبا بعد قراءة مانشيت الأهرام، وقرر توجيه خطاب إلي الشعب، وأنه رفض عرضا بمغادرة البلاد إلى تركيا أو قطر أو أى جهة يحددها، كما رفض إعلان التنحي بمحض إرادته. وقالت "اليوم السابع" إن خطاب مرسي أول أمس كان جزءا من مناورات اللحظة الأخيرة، وهو الخطاب الذي أثار غضب قيادات القوات المسلحة، وعدته تحريضا من الرئيس ضد المتظاهرين، فيما اعتبرت جريدة الشروق، أن الرئيس حاول بخطابه تحريك مشاعر الناس وتدعيم فرصة تنفيذ مقترح أميركي بأن يبقي مرسي رئيسا شرفيا. ونقلت جريدة الشروق على موقعها الإلكتروني تشديد القوات المسلحة على لسان المتحدث الرسمي باسمها العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، على عدم سماحها بإهانة أو الاعتداء على المنتمين للتيار الإسلامي. وفيما يتعلق بخطة العمل فى المرحلة المقبلة نشرت الشروق دعوة رئيس حزب المؤتمر عمرو موسى بضرورة تشكيل فريق عمل وزاري يتمتع بكفاءة عالية، معلنا عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية. ونقلت الشروق عن وزير الإعلام الأسبق أسامة هيكل تخوفه من حدوث صراعات، بين الأحزاب السياسية، داعيا إياها إلى التكاتف والالتفاف حول رموز وطنية، وتنشئة كوادر شبابية، من أجل الاستعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلتين. وذكرت اليوم السابع أنه وبعد عزل مرسى، تتعالي المطالب لمحاسبة الحكومة المقالة، وكتب رئيس تحرير جريدة الأخبار محمد حسن البنا، فى مقاله اليوم أن مصر لم تعد قادرة على أن تستمر فى حقل تجارب لكل من هب ودب، وأنها اليوم تبدأ عهدا جديدا، يحتاج إلى وجوه وأفكار شابة، بالإضافة لقوة جيشها وشرطتها.