عادت الذاكرة ببعض أهالي بيشة إلى محل قديم يصلح مكائن الخياطة؛ وذلك لاستعادة مكائن تركوها في المحل لإصلاحها منذ سنوات طويلة، ظنا منهم أن وهم الزئبق الأحمر سيتحول يوما إلى حقيقة. وتقاطر العشرات من أصحاب وورثة مكائن الخياطة على محل عبد الله حنش الغامدي الذي توفي قبل ثلاث سنوات، فوجوده مقفلا، فلم يكن أمامهم سوى البحث عن منزله والتحدث إلى أبنائه، ليستعيدوا مكائنهم الخربة التي تتعدى قيمة إصلاحها آنذاك سعرها. ووجد الابن الأكبر لصاحب المحل والوريث الشرعي له فهد عبد الله حنش، نفسه محاطا بعدد من المطالبين باستعادة مكائن الخياطة التي أصلحها والده. فما كان منه إلا أن فتح مستودعا كان صاحب المحل يضع فيه مكائن الخياطة، وبدأ في توزيعها على أصحابها. وحول طريقة إعادة المكائن إلى أصحابها، يقول فهد ل «عكاظ»: «وجدنا نحو 70 ماكينة في المستودع، 35 ماكينة منها تحمل أسماء أصحابها، والبقية بلا أسماء»، ويضيف «نسأل كل مطالب عن اسمه ومواصفات الماكينة، وفي حال المطابقة، نسلمه ماكينته على الفور. وسلمنا حتى أمس 18 ماكينة». ويشير إلى أنهم تلقوا اتصالات من أشخاص يعيشون خارج المنطقة يرغبون في شراء مكائن خياطة بمبالغ عالية. ويقول «رفضنا بيع أي ماكينة، ونأمل أن نردها كلها إلى أصحابها، حتى لو كان ذلك على حساب راحتنا التي سلبتها مكائن الزئبق المزعوم