أكدت مصادر خاصة من مخابرات القوى الجوية في دمشق أن دوريات تابعة لها نقلت ليل أول أمس جثثا من منطقة المزة إلى أحد مستشفيات دمشق، ورجحت أن تكون إحدى الجثث لآصف شوكت الذي يشغل منصب نائب رئيس الأركان العامة في جيش الأسد ورئيس المخابرات العسكرية سابقا وصهر الرئيس السوري. وبحسب الشرق أتت هذه التسريبات فيما توالت تأكيدات فصائل الثورة السورية طوال ليل أمس الأول لخبر اغتيال أعضاء “خلية الأزمة” المكلفة بالتعامل مع الثورة في سوريا وهم “آصف شوكت ومحمد الشعار (وزير الداخلية) وداوود راجحة (وزير الدفاع) وحسن تركماني (مساعد نائب الرئيس) وهشام بختيار (رئيس مكتب الأمن القومي) ومحمد سعيد بخيتان (الأمين العام المساعد لحزب البعث السوري). وقال ناطق باسم كتائب الصحابة أن العملية نفذتها سرية المهام الخاصة فيها بعد تخطيط وتحضير عالي المستوى؛ حيث تم تسميم أعضاء خلية الأزمة، ما نجم عنه مقتل ثلاثة أفراد من الخلية على الأقل، وعلى رأسهم آصف شوكت. كما أكد العقيد خالد الحبوس قائد المجلس العسكري في دمشق وريفها تنفيذ العملية متحدياً النظام أن يعرض أعضاء الخلية على وسائل الإعلام المرئية بالصورة والصوت. وفيما ظهر الشعار وتركماني على شاشات القنوات الفضائية لنفي الحادثة أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية دخول ستة من أفراد خلية الأزمة إلى مشفى الشامي بعد تعرضهم لعملية نوعية، في حين أكد ناشطون أن وضعاً غير طبيعي يسود العاصمة دمشق منذ إعلان الخبر ليل أمس الأول، إذ دارت اشتباكات عنيفة في معظم أحياء العاصمة ومحيطها ترافقت مع سماع دوي انفجارات، وخاصة في حي كفرسوسة الواقع ضمن مربع أمني حيث استمرت الاشتباكات فيه أكثر من ساعة ونصف حسب بعض القاطنين فيه، كما وقعت اشتباكات في عدة أحياء في العاصمة وسُجِّل انتشار كثيف لقوات الحرس الجمهوري في كل من ساحة الشهبندر والسبع بحرات والميسات وقرب مشفى الشامي، بينما تجولت سيارات محملة بعناصر مزودة بعتاد كامل في العاصمة، كما طال الانتشار الأمني مناطق أخرى كمدينة داريا في ريف دمشق؛ حيث أغلقت جميع مداخلها، وتوجهت دبابات إلى حاجز المعضمية (ريف دمشق) القريب من مساكن ضباط الفرقة الرابعة. من جانبه، وصف المجلس الوطني نجاح الجيش الحر وكتائب المقاومة ليلة أمس الأول في الوصول إلى أحياء كفرسوسة والميدان وشارع بغداد داخل دمشق بأن له دلالات كبيرة ونتائج أكبر على بدء ترهل حقيقي في أركان نظام الأسد ومؤسساته الأمنية والعسكرية. وأكد ناشط في دمشق أن أجواء التوتر الشديد تسود العاصمة وأن هناك شيئاً ما حدث ولا يمكن لأحد تأكيده أو نفيه بسبب حالة التكتم والحصار الأمني والعسكري المطبقين، منوهاً أن الأخبار التي نشرت ليلة أمس فعلت فعلها بغض النظر عن مدى صحتها، وهو ما يؤكد تنامي درجة العداء للنظام داخل عاصمة حكمه.