أحيا الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي صادف اليوم، بإقامة المهرجانات والمسيرات الوطنية تضامناً مع الأسرى والمطالبة بالإفراج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي. ويعيش في سجون الاحتلال أكثر من 11600 أسير يفتقرون لأدني مقومات الحياة البشرية، ومحرومين من أبسط الحقوق التي كفلتها لهم الأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية، ومن بين هؤلاء الأسرى 334 أسيرا من الأسرى القدامى وهذا المصطلح يطلق على قدامى الأسرى الفلسطينيين والعرب المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو في سبتمبر عام 1993، وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في 4 آيار/مايو 1994. ومن بين هؤلاء الأسرى القدامى 318 أسيرا أمضوا أكثر من 15 عاما، منهم 91 أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاماً، و11 أمضوا أكثر من 25 عاماً، و 2 منهم أمضوا أكثر من 30 عاماً داخل السجون، وهما الأسير نائل البرغوثي من رام الله والمعتقل منذ (4/4/1978م)، والأسير فخري البرغوثي من رام الله والمعتقل منذ (23/6/1978م). أما عند الحديث عن الأسرى المرضى فإن قائمتهم في سجون الاحتلال ارتفعت إلى 1600 أسير نتيجة استمرار سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها إدارات السجون بحق الأسرى، فغالبية الأسرى في السجون يواجهون مشاكل في أوضاعهم الصحية نظراً لسوء ظروف احتجازهم في السجون الإسرائيلية، سواء خلال فترة التحقيق التي يستخدم فيها الاحتلال كافة أصناف التعذيب والتنكيل بحق الأسرى لانتزاع المعلومات منهم بالقوة، ويحتجز الأسرى في زنازين ضيقة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الصحة العامة، ويتعرضون للضرب والتعذيب الشديد والإرهاق النفسي والعصبي. ومن بين الأسرى قرابة 43 نائبا من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني اختطفتهم سلطات الاحتلال في ضربة موجعة لما يسمى بالحصانة الدبلوماسية، حيث تجاهل الاحتلال أن هؤلاء منتخبون وممثلون عن الشعب الفلسطيني، فاختطفهم دون أن يراعي ذلك، وقد ضرب بكل الأعراف عرض الحائط، ومن بين هؤلاء رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز دويك الذي يعاني من ظروف اعتقالية وصحية سيئة، كما يستمر الاحتلال في اختطاف وزير الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية العاشرة المهندس وصفي قبها في رسالة يوجهها للعالم مفادها أن الجميع تحت المقصلة. ومن بين مجموع الأسرى قرابة 423 أسيرا من الأطفال ما دون سن ال 18 عاماً، وهو ما تبقى من 7500 طفل تعرضوا للاعتقال منذ انتفاضة الأقصى، منهم 175 طفلاً موقوفون بانتظار المحاكمة، و231 طفلاً محكومون لمدد مختلفة، و10 أطفال يخضعون للاعتقال الإداري دون تهمة، وهناك أيضا 7 طفلات من أسيرات. ولعل القصة الأكثر مأساوية وصعوبة هي كارثة استمرار اعتقال أصغر أسير في العالم وهو الطفل يوسف الزق الذي وضعته أمه في سجون الاحتلال في ظروف اعتقالية بالغة الصعوبة حيث وضعته وهي مكبلة اليدين والقدمين، في انتهاك فاضح لكافة المواثيق السماوية الأرضية. أما عن وضع الأسيرات في السجون فإن سلطات الاحتلال لازالت تعتقل حتى إعداد هذا التقرير 68 أسيرة، وجميعهن اعتقلن خلال انتفاضة الأقصى، ويتوزعهن على سجني الدامون وهشارون، منهن 3 أسيرات من قطاع غزة، وهن: وفاء البس، والأسيرة روضة حبيب، وفاطمة الزق، بالإضافة إلى 4 أسيرات من القدسالمحتلة، والباقي من محافظات الضفة الغربية