هناك ثلاث صور مرضية في امراض القلب تكررت حديثا امام ناظري ... وللوعي الصحي دور كبير في مكافحة هذه المشكلة والتقليل من حجمها سواء كان بتثقيف المريض طبيا او بتذكير بعض الاطباء بأهمية الانتباه لهذه المسألة وكيفية التعامل معها .......وعلى الرغم من اختلاف الاشخاص والظروف الزمانية والمكانية إلا انهم يربطهم جميعا نمط واحد وهو ايقاف مضادات الصفائح الدموية (الاسبرين والبلافكس) في من لديهم دعامات معدنية معالجة (بفتح اللام )في شرايين القلب، وبالتالي تخثر الدم على جدران الدعامة المعدنية وتكون الخثرة الدموية .......وبالتالي حصول الجلطة القلبية الحادة بتسلسلها الزمني المعروف ترتيبا : 1. انسداد الشريان2.ايقاف التروية لذلك الجزء من العضلة 3.تأخر انبساط ذلك الجزء من العضلة القلبيه 4.عدم انقباض ذلك الجزء من العضلة القلبية التي يغذيها ذلك الشريان 5. تغيرات في تخطيط القلب 6. حدوث الم الصدر . الصوره الاولى: سيدة مسنة في الخامسة والستين من عمرها سبق وان عملت قبل سنة ونصف السنة دعامة في الشريان الامامي بسبب آلام الصدر وتريد ان تستبدل مفصلي الركبتين في نفس العملية وطلب منها جراح العظام رؤية الطبيب الذي سمح لها بإجراء العملية وايقاف الاسبرين والبلافكس قبل اسبوع من العمليه ....ودخلت المريضه غرفة العمليات ونجحت عملية الركبتين بسلام ولكن فور خروجها من غرفة العمليات توقف القلب عن النبض فجأة وبعد الانعاش القلبي الرئوي اتضح بتخطيط القلب ان لديها جلطه حاده في نفس مكان الدعامه ...حيث تم نقلها للقسطره وفتح الشريان وتحسن مرور الدم الى عضلة القلب وكتب الله لها النجاه. التعليق:خلال فترة ايقاف مضادات الصفائح من الافضل تغطية مثل هؤلاء المرضى بأدويه معروفه عند المتخصصين حتى لاتحدث مثل هذه المضاعفات . الصوره الثانيه: احد سكان القرى حدثت له جلطه قلبيه حاده وتم نقله الى احدى المستشفيات التي تم فيها فتح الشريان ووضع دعامه ...وعند المتابعه بعد اكثر من شهر اتى الى العياده لا يشتكي من شئ ولكنه يريد اعادة صرف دواء ؟! فكان ردة فعل الطبيب المباشره :منذ متى وانت لاتستخدم هذين الدوائين واشار الى الاسبرين والبلافكس ؟ فرد المريض : من عشره ايام يادكتور! التعليق: الوعي الطبي وشرح اهمية هذا الدواء وعدم الانقطاع عنه مهما كلف الثمن واجب من واجبات الطبيب قبل وضع الدعامه . احد المرضى الذين سبق وان جاءتهم جلطة في القلب ووضعت له دعامة في الشريان الايمن وتحسنت حالته و بعد ستة اشهر ذهب الى طبيب الاسنان الذي طلب منه ايقاف الاسبرين والبلافكس لمدة اسبوع لخلع احد الاضراس ....وخلال ذلك الاسبوع حصلت له جلطه ثانية في القلب بسبب انسداد الدعامة . التعليق: يجب ان يكون هناك تواصل بين طبيب الاسنان وطبيب القلب المعالج في وزن المنافع والمضار المحتملة في كل حالة على حده واتخاذ القرار المناسب. خطورة انسداد الدعامة : وحدوث الجلطة القلبية الحادة بسبب تخثر الدعامة اخطر بكثير من الجلطة العادية في الشريان الخالي من الدعامات (احتمالية الوفاه حوالي 50% في النوع الاول بينما هي 10% في النوع الثاني ). وهي وان كانت نادرة الحدوث الا انها خطيرة النتائج ولذلك وجب التنوية عنها . اسباب انسداد الدعامة الشريانية ومن المهم ايضا معرفة ان الانقطاع عن تناول مضادات الصفائح الدمويه ليس هو السبب الوحيد في تخثر الدعامه الحاد ولكن هناك عدة عوامل منها مايتعلق بالدعامة مثل عدم ملاصقة الدعامة لجدران الشريان، وكذلك وجود فتق شرياني قبل او بعد الدعامة مباشرة، ولذلك يجب البحث عن اسباب انسداد الدعامة قبل الاشارة باصابع الاتهام للمريض بتقصيره في اخذ الدواء ....ومن اسباب تجلط الدعامة هو مايتعلق بالمريض مثل السكري وقصور الكلى ومنها مايتعلق بالدواء مثل عدم الانتظام عليه او عدم الاستجابة الكافية له . الاستمرارعلى الاسبرين والبلافكس لاكثر من سنة واحدة بعد زرع الدعامات المعالجة في شرايين القلب : مازال الاستمرار على مضادات الصفائح بعد سنة واحدة من الامور التي تحتاج الى مزيد من البحث العلمي ومازال الدليل العلمي يتأرجح بين الكفتين ( IIB ) وهو وضعه الحالي في اواخر 2011 ميلادية .....ونحن ننصح الاطباء عموما بأخذ جانب الحذر خصوصا ان اغلب المرضى لدينا ممن تزداد لديهم احتمالية تخثر الدعامات . زبدة الكلام: واخيرا فهناك نقطتان هامتان نختم بهما : اولا: يجب على الطبيب قبل وضع الدعامة ان يبين لكل مريض ان هناك دواءين احدهما يجب عليه الاستمرار طول العمر بلا توقف والآخر لمدة سنة واحدة على الاقل قد تستمر باقي العمر اذا اثبتت فحوصات وظائف الصفائح ان لديه زيادة في التصاقيتها وقابلية التخثر...وبالتالي للمريض الخيار في الموافقة على ذلك او الرفض واختيار خيارات اخرى مثل استخدام البالون فقط او الدعامات غير المعالجة او الجراحة ......الخ. ثانيا:التأكيد على اهمية اختيار المرضى المناسبين لوضع الدعامة الشريانية وتوعيتهم بأهمية الاسبرين والبلافكس والاعراض الجانبية لهما والاستمرار عليهما ....حيث ان لهذا دوراً كبيراً في منع مثل هذه المضاعفات التي قد تودي بحياة المريض وتكون اخطر عليه من مرضه الاساسي الذي وضعت الدعامة من اجله .