حذر الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، الأمير تركي الفيصل، من مغبة شن هجوم عسكري على إيران بهدف إيقاف برنامجها النووي، معتبرا أنه قد تكون له عواقب “كارثية” ولن يفعل سوى تقوية عزم طهران على صنع سلاح نووي. قائلا ”مثل هذا العمل في اعتقادي سيكون حماقة، وتنفيذه في اعتقادي سيكون كارثيا.” الفيصل وحسب قراءته للواقع الإقليمي للمنطقة، يرى أن الهجوم العسكري على طهران، “لن يفعل سوى جعل الإيرانيين أكثر تصميما وعزما على إنتاج سلاح ذري. وسيحشد التأييد للحكومة بين الشعب، ولن ينهي البرنامج. ولن يفعل سوى تأخيره.” التحذيرات السابقة، أطلقها الفيصل في العاصمة الأمريكيةواشنطن، حيث الخيار العسكري مطروح على طاولة الساسة الأمريكيين هناك، ويعتبرونه أحد الخيارات، لمنع إيران من مواصلة برنامجها النووي، الذي تقول عنه طهران إنه للأغراض السلمية، في الوقت الذي يثير فيه قلق المجتمع الدولي. عواقب كارثية وقال الأمير تركي الذي تقاعد في العام 2006، إن حملاتٍ عسكريةٍ سابقة كما في العراق، أظهرت كيف أن هذا الطريق لا يمكن التنبؤ بعواقبه. مشيرا إلى الخسائر البشرية وحقيقة أن “الانتقام من جانب إيران سيكون في شتى أنحاء العالم.” معتقدا أنه “سيشمل الكثير من مصالح الولاياتالمتحدة والآخرين، في شتى أنحاء العالم.. إنهم يستطيعون إحداث ضرر في كثير من الأماكن.” تنسيق أممي وفي سياق حديثه كشف الفيصل عن أن السعودية لا تحبذ الخيار العسكري، لكنها ستواصل الضغط على إيران علانية، بما في ذلك في الأممالمتحدة، أملا في تفادي المخاطر في المستقبل. وقال “إننا نساند تماما تشديد العقوبات، والدبلوماسية النشطة، والعمل المنسق من خلال الأممالمتحدة”. الأسد راحل من جهة أخرى، اعتبر الفيصل الذي كان يشغل منصب السفير السعودي السابق في واشنطن، أن رفض الرئيس السوري بشار الأسد وقف العنف، الذي تمارسه حكومته ضد شعبه، جعل رحيله عن السلطة أمرا لا مفر منه”. وقال إن الأسد أوضح موقفه بامتناعه عن الوفاء بالتزامه، بموجب مبادرة الجامعة العربية، بوقف إراقة الدماء وبدء حوار سياسي. واجدا في عدم استجابة الرئيس السوري “لكل الجهود المبذولة لإنهاء القتال في سوريا، تعني أنه قرر عدم قبول هذه الأمور.” وأضاف “في هذا السياق ستكون هناك معارضة شعبية متزايدة له، وأعمال قتل كل يوم. أعتقد أنه لا مفر من أن يضطر إلى التنحي بشكل أو آخر.” خطوات عربية وقال الأمير تركي إن الجامعة العربية منحت الأسد “فرصة أخيرة” للالتزام باقتراحها لحل الأزمة، ويتوقع منها الآن أن تتخذ مزيدا من الخطوات، مشيرا إلى ليبيا كسابقة. رئيس الاستخبارات السابق، أشار إلى أن السعودية ودول الخليج الأخرى، طرحت الوضع في ليبيا على الجامعة العربية أول الأمر في مارس الماضي، وضغطت على الجامعة لاتخاذ قرار لإحالة المشكلة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تم التوصل إلى القرار الذي سمح بالتدخل في ليبيا. مردفا ”في الحقيقة لا يمكنني القول إن كانت الجامعة العربية ستسير في ذلك المسار (بشأن سوريا) لكنه خيار وقد مارسته الجامعة العربية.”