ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن الأردن لا يزال يستقبل آلاف اللاجئيين العراقيين بعد مضي ست سنوات على غزو العراق، وأضافت أن الأردن يكافح لاستيعاب موجات المهاجرين العراقيين رغم تحسن الأوضاع في بلادهم. وقالت الصحيفة إن المهاجرة العراقية رضية كانت تأمل أن تتحسن الظروف الأمنية في بلادها لتعود، لكن أفراد أسرتها قرروا مغادرة العراق في ظل تعرضهم لتهديدات مباشرة. وكانت رضية وزوجها محمد يعيشان في حي الدورة ببغداد قبل أن تتحول منطقتهما إلى جبهة أمامية لأعمال العنف والتفجيرات، وينتشر فيها الرعب عبر عمليات الخطف والتعذيب. وتقول رضية إن العائلة وصلتها رسالة تهديد من تحت الباب مفادها "غادروا العراق وإلا سيتم قتلكم أنتم وأطفالكم"، وتضيف أن زوج أختها كان تجاهل رسالة تهديد مماثلة إلى أن تم اختطافه ولم يعد أحد يسمع عنه شيئا. معاناة واختفاء: وكانت رضية وزوجها محمد وأولادهما الأربعة وصلوا العاصمة الأردنية قبل أكثر من عام مضى، بعد أن عانت الأسرة أجواء الخوف والرعب في ظل الاحتلال. ونسبت الصحيفة إلى رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في عمان رفيق تشانين قوله إنه لا يزال هناك وافدون جدد من العراق، وإنهم على عكس اللاجئين القدامى يتجه الجدد للعيش في القرى الأردنية بسبب ارتفاع تكاليف الحياة في العاصمة عمان. وقالت سيانس مونيتور إن الزوجين وأطفالهما يعيشان بشكل غير مشروع في حي فقير من العاصمة يدعى المحطة، وإنهما يعانيان الأمرين وبالكاد يستطيعان توفير مبلغ 150 دينارا إيجار بيتهما المتواضع، لأنه غير مسموح لأي منهما بالعمل. ويظطر الزوج محمد للنوم نهارا، إذ يحاول متخفيا ليلا أن يجد أي عمل يقوم به مهما تدنت قيمته أو أجرته أو صعبت ظروفه. وأما طفلهما قصي (عشر سنوات) وطفلتهما لطيفة (تسع سنوات) فسمح لهما بالالتحاق بالمدارس، حيث لا تفجيرات ولا اختطاف ولا رسائل تهديد من تحت الباب. وحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فإن 4.7 ملايين عراقي كانوا غادروا منازلهم منذ بداية الحرب، وإن معظمهم يطلب اللجوء في أوروبا، وإن كانت الأردن هي محطتهم الأولى. بلا هوية: ويقول مسؤولو الهجرة في الأردن إنه من الصعب تقدير عدد اللاجئين العراقيين في البلاد لأن الغالبية العظمى منهم لا تحمل وثائق سفر، وبالتالي غير مسجلين وإن كانوا يقدرون بنصف مليون لاجئ. وأما المفوضية فتقدر عددهم في الأردن بأربعة وخمسين ألفا، في مقابل مائتين وواحد وعشرين ألفا في سوريا المجاورة. ويعيش بعض اللاجئين العراقيين في الأردن بعيدين عن أنظار الرقابة خشية إلقاء القبض عليهم وتعرضهم للتسفير الإجباري. ويعاني الزوجان محمد ورضية، اللذان غادرا العراق وهما في عجلة من أمرهما، وهما لا يحملان جوازي سفر أو ما يثبت هويتهما، ولذا فهما لا يتمتعان بصفة اللاجئين. ويقوم الأردن بإعفاء اللاجئين من الغرامات ورسوم الإقامة المتأخرة عليهم، وذلك ما يكلف الخزينة 270 مليون دولار لهذا العام، حسب تصريحات لوزير الدولة لشؤون الإعلام نبيل الشريف. وأضاف الوزير أن ملك الأردن عبد الله الثاني منح العراقيين ظروفا جيدة للعيش داخل البلاد، وأن لهم الحق في تعليم أولادهم وفي الرعاية الصحية.