بدأت تتبلور ما بين عمان والقاهرةوالدوحة الخطوط العامة وبعض التفصيلية التي تخص قرار المجلس الثوري لحركة فتح بتأسيس محطة فضائية تلفزيونية جديدة، تنطق باسم الحركة وتمثل مصالحها وتعمل في اطار احدث التقنيات والاعتبارات المهنية، وفقا لما هو مأمول حتى الآن. ويشرف على هذه المحطة، واسمها المرجح `الفلسطينية` وبقرار مرجعي من الحركة، وزير الاعلام الاسبق والسفير حاليا في القاهرة نبيل عمرو، الذي حصل على التفويضات اللازمة من مؤسسات الحركة ومن الرئيس محمود عباس للاشراف على هذا المشروع، الذي وضع في محاولة للحفاظ على الحركة وخطابها الاعلامي ولادخالها في عالم الصورة الجديد. وبرزت الحاجة اصلا للمحطة الفضائية بسبب ضعف التلفزيون الفلسطيني الرسمي واليتيم، وبسبب تفوق الفضائية التابعة لحماس مؤخرا. وبدأ الوزير المكلف عمرو باجراء اتصالات فنية ومهنية وسياسية مع عدة عواصم وشخصيات اعلامية، متحمسا لتأسيس المشروع خلال اسابيع قليلة. وحتى الآن تلقى اعلامي فلسطيني واحد على الاقل عرضا مباشرا بادارة هذه المحطة لا يزال يخضع للدراسة، وهو المذيع الفلسطيني المعروف في محطة `الجزيرة` ماجد عبد الهادي الذي تعامل مؤخرا مع عرض مباشر بالعمل على تأسيس ثم ادارة هذه المحطة. ويقول المؤسس المفترض ان المشروع سيدار بكفاءات فلسطينية وعربية مخضرمة وخبيرة من الخارج وليس الداخل، وسيراعي احدث ما توصلت اليه تكنولوجيا المهنة في هذا الاتجاه، مشيرا الى ان تلفزيون حركة فتح الفضائي لن يكون `حركيا` او تابعا للتنظيم فقط ، انما سيعبر عن كل ابناء الشعب الفلسطيني وسيحترم الرأي الآخر ومواصفات العمل فيه ستكون مهنية فقط ولا علاقة لها بالخلفيات السياسية للعاملين او للادارة. ونقل عن عمرو قوله ان مهمته هي العمل على التأسيس والاشراف عليه فقط حتى تنشأ محطة فضائية تمثل ابناء الشعب الفلسطيني. ومن الواضح ان عمرو وآخرين في قيادة فتح يتوقعون صراعات وهجومات معاكسة من الداخل عند الاعلان عن الخطوات الحقيقية لتنفيذ هذا المشروع. وكان الرئيس محمود عباس قد وضع مبلغا يصل الى اكثر من 300 الف دولار تحت حساب خاص لاغراض تمويل تأسيس الخطوات الاولية للمشروع، لكن مصادر مطلعة تتحدث عن وعود `اماراتية` بالتعاون والدعم المالي مع احتمالية توفر دعم سعودي ايضا. ومؤخرا حصل السفير عمرو على اتفاق مبدئي مع محطة `الجزيرة` القطرية يتضمن استعدادها لتدريب كفاءات فلسطينية خاصة لاغراض المشروع، وفقا لما عرضه مدير عام `الجزيرة` وضاح خنفر على عمرو مباشرة في لقاء جمعهما في الدوحة. ولم يتقرر بعد المكان الذي سيضم المقر الرئيس لهذه الفضائية في ظل اقتراحات بالابتعاد عن رام الله كمقر والاكتفاء بمكتب رئيسي فيها فقط. ويحتار المعنيون في السياق ما بين عمان والقاهرة بسبب توفر امكانات فنية وتقنية وكوادر في العاصمتين، خصوصا مع صعوبة ادخال اي كادر فني غير فلسطيني الى داخل فلسطين. واذا ما تقرر ان تكون رام الله المقر الاداري الرئيسي، فالاقسام الفنية الرئيسية ستنتشر ما بين الاردن ومصر حسب الحسابات الاولية. وفي غضون ذلك تتزايد في مقر الرئاسة الفلسطينية مذكرات الاحتجاج والرسائل التي تعترض على التركيز على `بعض النجوم` دون غيرهم في الجانب الاعلامي وتحديدا التلفزيوني. ويتهم نشطاء في حركة فتح الرئيس عباس والمقربين منه باحتكار النجومية الاعلامية وبتقصد ابعاد اصحاب الرأي الآخر في الحركة عن اضواء الاعلام.