تدفق آلاف المصريين إلى الشوارع أمس احتجاجا على "الفقر والبطالة" استجابة لما سماه نشطاء الإنترنت "يوم الغضب". وعمت المظاهرات عددا من المحافظات المصرية للمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. ولاقت استحسان قوى معارضة. ولم تمنع التعزيزات الأمنية الكثيفة، التي اتخذت مواقعها فى شوارع القاهرة، وغالبية المدن المصرية من خروج المتظاهرين ، مما أدى إلى إغلاق الأمن للشوارع المؤدية لوزارة الداخلية، ومجلسي الشعب والشورى، وبعض محطات مترو الأنفاق. وفي القاهرة تجمع مئات المتظاهرين، أمام دار القضاء العالي، ونقابة المحامين بوسط المدينة، يتقدمهم الأكاديمي محمد أبو الغار، وبعض النواب السابقين في مجلس الشعب، وقيادات من جماعة الإخوان المسلمين وأعضاء في حركة "كفاية"، وأحزاب "الوفد" و"الكرامة" و"الغد"، وهم يحملون علم مصر، مرددين، "الحرية والرغيف.. مطلب كل مصري شريف"، و"خبز، حرية.. كرامة إنسانية". وتمكن نحو 5 آلاف متظاهر من اختراق الأطواق الأمنية التى ضربتها الشرطة لمنع تحركاتهم، واتجهوا سيرا على الأقدام نحو مقر الحزب الوطني بميدان التحرير،وهم يرددون "واحد.. اتنين.. الشعب راح فين" ،وانتهي بهم المطاف أعلى كوبري قصر النيل، المواجه لمقر جامعة الدول العربية، مما أعاق حركة المرور بشكل كامل. وفي ضاحية المهندسين، انطلق المئات من الشباب مهرولين في شارع جامعة الدول العربية، متجهين لمنطقة وسط القاهرة، فيما اكتفت قوات الأمن بالسير بمحاذاتهم.وتكرر نفس المشهد في مناطق روكسي، ودار السلام، حيث طوقت قوات الأمن العشرات من المتظاهرين، ومنعت آخرين من الانضمام إليهم. ولم يختلف الأمر كثيرا في محافظات، أسيوط، والإسماعيلية، والدقهلية، والشرقية، والمنوفية، وكفرالشيخ، حيث خرج المئات للتعبير عن رأيهم، محتجين على ما وصفوه بتفشى البطالة، وارتفاع نسبة الفقر. أما الإسكندرية، التي تعد أحد أهم معاقل جماعة الإخوان، فتحولت منذ الصباح إلى ثكنة عسكرية، وانتشر الآلاف من أفراد الشرطة في الشوارع والميادين الشهيرة، وعلّق نشطاء بوسترات على الحوائط، تدعو للتظاهر والثورة. وقالت مصادر طبية وأمنية إن ثلاثة أشخاص قتلوا بينهم ضابط شرطة وأصيب العشرات في اشتباكات بين الشرطة وألوف المحتجين. وذكر التلفزيون الحكومي أن ضابط شرطة لقي حتفه في اشتباكات بين الشرطة والمحتجين بوسط القاهرة، في حين قالت مصادر أمنية إن قتيلين سقطا في مدينة السويس شرق البلاد.