السيد حسن نصرالله: أكتب لك وأنا خجل من نفسي بأني نطقت اسمك كما بدأت هنا.. لا كما أفهم، ولكني رغبة مني في اختصار المسألة فقد نطقت بما نطقت وأخط لك بما استطعت من تهذيب لكلمات عاندتني بالبداية حين أدركت بأنها ستكون لك.. وبغض النظر عن بركان العقل الذي اشعل بالكلمات نار جهنم فقد كان عليها الامتثال للحد الادنى من ضربات التجليس والتحسين وعليه افيدكم بما يلي: لقد تابعنا خطاباتك، خطابا يبتع خطابا وسرابا ينعي سرابا.. لا أملا منك في فزعة ولا ظنا فيك لنصرة ..بل علما لا يعلوه شكا بأننا كفلسطينيون سنكون زاد كلماتك ووقود حروفك ونيشان مخطوف يتشوه على صدرك، فكان علينا هم الجلوس نناظر الشاشات التي احتوت افلامك لكي نضرب الكف بالكف ونمارس الدعاء بأن (يا رب اصلح قلبه أو شل لسانه.. فهذا المحتال لم يدرك للآن مكانه وما زال يظن ان الشعب ما تم فطامه..)، وهنا ارجوك أن لا تسامحنا على ما قلناه فأن سامحت ذهب دعائنا سرابا خلفك لرضانا ان نكون دوابا تعلق عليه اسفارك. تاريخنا وحاضرنا وماضينا اصبحت بين صفحاتك تجارة خاسرة وبضاعة مسروقة ليس أكثر، حاولنا النقر بهدوء على شاشاتك (ان كلماتك اصبحت بلا احرف وشطحاتك بلا اسقف فأقصر وخلصنا واخلص هداك الله ففلسطين أعقل وأكبر من تتورط بأمل يأتي منك ..) ولكنك لم تصمت. لا يضيرنا ان يحب فلسطين الجميع ونكاد نرجو حتى طيور الحجل ان تساندنا ولكن.. حين تأتي الكلمات منك يا حامل سيوف الثأر الصدئة على رقاب ابناء (القصير) وقبلها الف قصير لم نراها.. فلا نرجوا من الله سوى كسر هذه السيوف وكسر اليد التي تحملها.. وعليه لا كلماتك تصدقنا ونحن دوما لم نصدقها ولا سيوفك ترهبنا ولا كلماتك تطربنا..وصواريخ طهران بأكملها لن تزحزح قدم طفل داس على صور العمائم السود في شوارعنا. وأن زادك الحنين لصور لك قد راقتك وهي على حوائطنا.. فتلك فترة حمقاء مرت على سكارى حارتنا وانتهت بانتهاء الكأس الأولى.. فما عادت كلماتك تسكرهم.. بل اصبحت داء قد يفرغ ما في جعبتهم من قيء ومن تعاويذ بلعوها عند النظرة الأولى لمعشوقة ظنوها عذراء فإذ هي بغانية. ولأننا تحملنا الكثير الكثير وما بعد الكثير من اطلالتكم وتهشمت شاشات كثيرة بعد التعاطي معها بالنعال عند طلتكم وحرصا على حوائطنا وعلى سكارى حارتنا وعلى الشرف الملصق على صدور الراقصات في ضاحيتكم نرجو منك ان تخرجنا من معادلاتك نحن والبوسنة وجزر القمر فحريتنا ستبدأ حتما بعد اندثاركم. هذا نداء من فلسطيني الروح.. أردني القلب.. سوري الهمة.. سعودي الطلة.. مصري النبض.. الى تاجر المقاومة : العب غيرها وابحث عن هيفاك وما بعد هيفاك بعيدا عن حيفانا .. فشهداء القصير ابناء لنا وحرائر الشام اخواتنا وحلب تهتف بأن طريق القدس يبدأ من هنا.. وعليه بالحد الادنى عليكم ان تتلاشوا او تتلاشوا من ساحاتنا. جرير خلف