إن التربية في هذه الحياة أمانة شاقة , و مسؤولية عظيمة , و قد اهتم بها الإسلام اهتماما كثيرا , فقال صلى الله عليه وسلم : ( الرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية ً في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ) رواه البخاري ومسلم . إنها التربيةالتي اشغلت المربين , و على الرغم من كثرة أساليبها , و تعدد مسمياتها و اختلافها إلا أن هناك عوائق تقف حجر عثرة تعيق نجاح هذه الأساليب التربوية , و في مقدمتها : انفتاح العالم في هذا العصر الحديث , فأصبح شبكة اتصال صغيرة , اختلطت الحضارات ببعض , و امتزجت الثقافات ببعضها الآخر , فا ننشرت المبادئ و الأفكار المنحرفة , و من هذه العوائق : التقصير في التربية , أو عدم الوعي في الأساليب التربوية , و تعتبر التربية في الصغر مرحلة يسيرة في حياة الأسر و المربين من حيث التلقين و التوجيه , وهي أصعب المراحل لدى الأطفال فهم اشد حفظا و تأثرا فيما يدور حولهم من سلوكيات خاطئة أو صحيحة من الوالدين أو الأصدقاء أو المجتمع , و يكون خطرها وبالا على الفرد و الأسرة و المجتمع اذا كانت سيئة . لذلك ينبغي على المربي المسلم أن يربي الأبناء تربية إسلامية ,و يراعي الجانب الخلقي والعقلي و النفسي و الاجتماعي في التربية كي يحفظهم من الانحرافات و الضلالات , و أن يكون المربي قدوة حسنة لأبنائه في أقواله و أفعاله حتى يقتدوا بها, فتؤثر تأثيرا حسنا في سلوكياتهم , و يكون معتدلا في التربية بعيدا عن الإفراط والتفريط , و القصور والتقصير . فاستخدام أسلوب الحزم والعنف , أو أسلوب اللين والتساهل أساليب تربوية غير واعية , و تؤدي إلى عواقب وخيمة قد لا تظهر إلا في المدى البعيد , فتسبب المشاكل بين الأبناء والأسر التي تجلب معها الأحزان وقد تهدم الأسر لا سمح الله ؟! وينبغي على المربين آباء و أمهات و غيرهم أن يسلكوا مسالك التربية السليمة مع أبنائهم صغارا, و التي تقوم على الوسط , فلا إفراط و لا تفريط , و خير الأمور الوسط , حتى يطمئنوا على سلوكياتهم , و يرتاحوا كبارا , وينشأ أبناء أقوياء في شخصياتهم , ولديهم الثقة القوية بأنفسهم , والقدرة على مواجهة متقلبات هذه الحياة , ويكونون أجيالا صالحة تخدم الدين والوطن , قد جعلوا التربية الدينية لهم سلوكا في حياتهم , فحفظتهم من الأفكار الضالة , والانحراف أو الانجراف خلف رفاق السوء وسموم المخدرات , و بصلاح الأفراد يصلح المجتمع. و الشاعر يقول: و ينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه و يقول الآخر: قد ينفع الأدب الأولاد في صغر و ليس ينفعهم من بعده أدب عبد العزيز السلامة / أوثال