إن ما فرضته الدولة من وجوب حصول طرفي النكاح على كشف طبي يثبت سلامة الزوجين من الأمراض الوراثية الأكثر انتشارا بالمملكة أمر محمود. ((وثبت عن عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث -رضي الله عنه-، ويروى عن عمر أيضاً -رضي الله عنه-: (إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ( وقد شمل هذا الكشف ما يتعلق بأمراض كريات الدم الحمراء وعلى رأسها مرض الثلاسيميا (Thalassemia)ومرض تكسر خلايا الدم الحمراء المنجلية (Sickling cells) وأمراض معدية مثل مرض الزهري (Syphilis)،الإيدز(HIV) والتهابات الكبد الإنتانية ب و ج (Hepatitis B&C) ومرض التفول (نقص خميرة أل G6-PD) ) ومرض الرعاف (نزيف الأنف( وهي اختبارات مهمة لزواج خالي من الأمراض الوراثية إن شاء الله . ولكن اقتصر هذا الكشف الطبي بوضعه الحالي على النواحي الطبية الجسدية والسلامة الصحية واغفل الحالة النفسية والاجتماعية , التي لا تقل أهمية عن النواحي الطبية والسلامة الصحية . إن التوافق والانسجام بين الزوجين من النواحي الشرعية والصحية والنفسية والاجتماعية يهدف إلى تكوين أسرة سليمة , وإنجاب أبناء أصحاء وسعداء, هو مطلب ملح في مجتمعنا . أن تعاطي احد طرفي النكاح المخدرات سيؤدي إلى انهيار الأسرة , وسينهار معها المجتمع , فالأسرة أساسه الذي لابد أن يكون قويا ومتينا وصحيحا , لمجتمع صحيح ومعافى . كم ستكون صدمة الزوجة كبيرة في شهر العسل إذا اكتشفت أن زوجها مدمن مخدرات . (حشيش أو هيروين) بالتأكيد ستؤدي بها إلى انهيار تام , وقد تعيش تلك الأيام التي توصف بشهر العسل في غم وهم . إن كثيراً من الأسر ولاسيما الفتيات المتزوجات يجبرن على العيش مع أزواج مدمنين، رغماً عنهن، بهدف الحفاظ على سمعتهن، وأطفالهن، وعدم تشتيت الأسرة وتضييعها، مما يعود سلباً على حياة الأسرة وتكوينها، ويقودها في غالبية الأحيان إلى نتائج سيئة.وقد تنتقل الأمراض المعدية لتلك الزوجة بسبب التعاطي بالحقن. إن فحص تعاطي المخدرات قبل الزواج يحمي بناتنا وأخواتنا من حالات الطلاق والمشاكل الزوجية التي لا حصر لها، التي يكون الإدمان هو السبب الرئيس وراءها أن بعض الجهات الحكومية ملزمة بإجراء تحاليل كشف الإدمان لمنسوبيها , كالجهات الأمنية والقطاعات العسكرية , فلن ينعم مجتمع بالأمن والأمان بوجود مدمن في قطاع امني قد يجبره الإدمان على التفريط فيما ائتمنه الوطن عليه . كما نقترح على وزارة التعليم العالي فحص طلبة الابتعاث لما يلاحظ من انجراف أعداد قليلة منهم إلى المخدرات،خاصة أن الابتعاث الخارجي تجاوز عشرات الآلاف والمبتعثين في سن المراهقة ادعى لانجرافهم وراء هذا الداء العضال إن بناتنا وأخواتنا أمانة في أعناقنا ولا أجد مبررا لوجود كشف طبي لا يشمل تحاليل الكشف عن تعاطي المخدرات. الدكتور محمد بن سليمان الطالب [email protected]