تفاصيل لا تخصُّ أحداً سواي (من يوميات الحرب) علي أبو مريحيل قُبلة الصباح على جبين أمي, تأنيب أبي لي على تأخري في الصحو قضاء صلاة الفجر بعد طلوع الشمس, لأن امرأة في الأربعين من غفلتها لم تشكو لي بالأمس صمت وحدتها. كوب الحليب الفاتر, وقصيدة لم تكتمل في رثاء شاعر أصابته غمزة طائشة فأردته قتيلاً. ابتسامة بريئة لطالبة صغيرة تمر تحت نافذتي بنصف زينتها حاضنة دفاترها بين توأمين لم يتعلما بعد كيف يخالفان جاذبية الرصيف. قراءة فصل جديد في رواية طويلة حول تاريخ الفلسفة - هل حقاً سنبقى في العتمة ما لم نتعلم دروس الثلاثة آلاف سنة الأخيرة .. كما قال غوتة؟ ابتسامة أخرى لطالبة تأخرت عن موعدها لأن مرآتها لم تعطها الضوء الأخضر قبل إطلاق سراح خصلة من شعرها على خدها الأيسر. انتظار مكالمة غيبية .. لعلها الأنثى التي ستقص على حكاية (ليلى والذئب) قبل أن أنام على ساعدها. البحث عن مفهوم ثابت للوطن بين أنقاضي الداخلية. محاولاتي الفاشلة في تعريف الحب والشعر والجمال. التحليق اليومي على بساط محمود درويش فوق حدود الإبداع. تأمل الجمال في مسلسل سوري يضجّ بالحسناوات. صلاة الغائب على قلبي أمام قوام لا يقاوم إلا بالموت. تقصير شَعري إلى حد لا يعجب المعجبات بشِعري. انبهاري أمام طلاقة ابن أخي الصغير في قراءة (الفاتحة) دون أخطاء. التفكر بمعنى كينونتي الفلسطينية, لا لشيء .. فقط لشحن روحي المعنوية ورفعها إلى السماء السابعة. تفاصيل لا تخص أحداً سواي .. كادت أن تموت معي حين راقصتني الحرب على إيقاع غارة جوية لم يسلم منها أحد سوى قلمي الذي أقفل فيه الآن هذا النص.