تحتفل اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بمناسبة الذكرى 43 لليوم الوطني الإماراتي المجيد، الذي يصادف الثاني من ديسمبر من كل عام، وبهذة المناسبة الوطنية الهامة والعزيزة لدولة الإمارات والمملكة ودول الخليج، نبارك للإمارات هذا الإنجاز الوطني الحضاري التاريخي المهم على جميع الأصعدة، بعد 43 عاما من عمرالاتحاد علي يد مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة ،وباني نهضتها وباذر نبتة النجاح المتفرد في المنطقة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" الذي وحد صفوف وقلوب الإماراتيين في جسد واحد،قبل أن يوحد الجغرافيا في هذا البلدالمميز والمتطور ، فقد أنجز هذة الصرح الوطني المهم والقطب الخليجي المؤثر الذي أصبح أحد أركان منظومة مجلس التعاون الخليجي والعربي، وعقد فيه أول اجتماع لقادة دول الخليج لولادة مجلس التعاون الخليجي في مايو 1981م،بل أصبحت اليوم دولة الإمارات نموذجا يحتذي فيه في العالم العربي والإسلامي بل في العالم أجمع، لما حظيت هذة البلاد من خيرات كبيرة وانجازات عملاقة ونهضة واسعة كبيرة مزدهرة، حيث أصبحت دولة الإمارات واحة غناء ومقصدا تجاريا وسياحيا في العالم، وبيئة خصبة وجاذبة للاستثمار والمال والعقار والسياحة والإعلام، لتهيئة هذة البيئة الصالحة من جميع مقومات النجاح والتميز، وأصبحت دولة الإمارات الفتية مقصدا وقطباً مهماً فاعلاً مؤثراً على المستوى الإقليمي والدولي، لوضوح رؤيتها، وسلاسة قوانينها المرنة في جذب الاستثمار وتهيئة المناخ المريح للسائح والزائر والمقيم، وكسبت استضافة العديد من المؤتمرات الدولية والعالمية ومنها أكسبو والطاقة المتجددة ، عبر انشطة سياسة واقتصادية واجتماعية وثقافية خلاقة، من خلال استضافة وإقامة المؤتمرات والمنتديات والمعارض واللقاءات والأنشطة على المستوى الإقليمي والدولي. وقد توحد الإماراتيون خلف قيادة واحدة ونهج واحد ليبنوا بلدا جميلا متماسكا متعايشا ومتصالحا مع نفسه، وأصبحت هذة التجربة الناجحة اليوم نموذجا محتذى ، ومعلما بارزا على ضفاف الخليج العربي، وشيدوا الأبراج الشاهقة والحدائق الخضراء والفنادق الضخمة والمنتجعات العالمية، واستقطبت الجامعات العالمية المرموقة ، والمصانع الضخمة والعلامات التجارية المهمة بالعالم، وشيدت المتاحف والمنارات الثقافية والرياضية والفنية، بعد أن كانت هذه المنطقة صحراء قاحلة، واصبحت الآن مقصدا لمن يريد العيش باستقرار والعمل بأمان والسياحة بارتياح هو وعائلته بدون قيود ومحاذير، في مكان لايسود فيه إلا العدل والراحة والمساواة والأمان والرخاء والسعادة والمرح والترفيه، واصبحت تحتضن أكثر من 200 جنسية من العالم يعيشون تحت مظلة واحدة بدون تميز أو تحيز، فكثير من المسؤولين بالعالم ورجال الأعمال والعلماء والمفكرين والأدباء والفنانين، استوعبتهم هذة المنطقة بصدر رحب ومناخ صحي حميم، ليجدوا فيها ملاذا آمنا ومكانا مريحا للعمل والإبداع والتطور والنجاح والإبداع، وتلاقي الأفكار وإطلاق المبادرات، لتكون دولة الإمارات منصة لانطلاق أعمالهم التجارية والمالية والثقافية والإعلامية، ويوجد في دولة الإمارات حوالي 3000 طالب سعودي يدرسون في مختلف الجامعات الإماراتية وكذلك هناك أكثر من 25 ألف سعودي مقيم بهذه الدولة. فهنيئا للإمارات هذا الإنجاز التاريخي المهم، بعد 43 عاما من الصبر والجهد والإخلاص والعمل الدؤوب والإصرار، على الهدف المنشود ليسمو ويكبر الحلم ويصبح حقيقة كبيرة، وتجربة ناجحة ومتفردة، لتصبح اليوم هذه البلاد إحدى عواصم العالم المهمة، وهنيئا للمنطقة العربية بهذا النموذج الرائع، لتكون هذة الدولة إحدى منصات ومنابر العالم العربي من التقدم والتطور والرقي والأبداع والعطاء والازدهار، وهذا الاتحاد الذي يمثل روح التحام الوشائج في التطور والابتكار والعلم والمعرفة، وهذا وسام وتاج اعتزاز يحمله التاريخ لأصحاب الأيادي البيضاء التي تعشق المجد. وكل عام والإمارات بخير.. والله يحمى بلداننا من كل مكروه.. * المدير الإقليمي لصحيفة «الرياض» بالإمارات