ما لفت انتباهي ان الجامعة الاسلامية في المدينةالمنورة التي تحتضنها آخر موقع لحرمة الحرم الشريف انها تحتضن ما يقارب 30 الف طالب من اكثر من 190 دولة يفد منها طلبة دارسون على حساب المملكة بعد فحصهم بدقة من نواحٍ عدة تحت اختبارات دقيقة نظامية في اماكن بلدانهم بعد تجاوزهم تلك المرحلة المتقدم عليها فتتحمل المملكة مشكورة تذاكرهم وتسكينهم وتدريسهم وشراء الكتب الجامعية ومنحهم مكافأة شهرية ومساعدة من يحتاج الى مال وعلاجهم في مركز طبي جامعي من ارقى المراكز الذي يحتوي فيه كل التخصصات الطبية كافة بعيادات راقية ومتخصصة حتى لو استدعى الامر علاجهم وتنويمهم في مستشفيات اهلية راقية في المدينةالمنورة تكفلت الجامعة بذلك بتعاونها مع تلك المستشفيات مجانا. كما ان الجامعة مشكورة تساعد بعض الطلاب المتزوجين جلب زوجاتهم لمن يرغب وتسكينهم في شقق عائلية خاصة، كما يتمتع طلاب هذه الجامعة الاستثنائية ترويحهم الى المسجد النبوي في حافلات راقية وعالية الجودة ذهابا وإيابا من صلاة العصر حتى بعيد صلاة العشاء بشكل يومي علاوة ان الجامعة تحجج الطلبة الراغبين في اداء هذا الركن العظيم وتعميرهم على حساب الجامعة، وقد تجاوزت اهداف الجامعة اراحة الطلبة نفسيا كون الاسكان يجاور الكليات والفصول الدراسية وتأمين ملاعب وإنشاء صالة رياضية ضخمة ومبان جديدة لكليات متعددة كعلوم القرآن والحديث والشريعة واللغة العربية لغير الناطقين بها ومعهد يهيئ الطلبة للجامعة وإسكان ضخم لأعضاء هيئة التدريس وسور جديد يحيط بالجامعة ومبان جديدة للمكتبة والإدارة وشؤون الطلبة وبوابات عالية التصميم للدخول للجامعة، هذا المنجز الضخم لم يأتِ بكثرة الكلام والتسويفات بل اتى بعمل وتخطيط من أعلى سلطة شهد له أمير المنطقة ورئيس الحرمين الشريفين بهمته وعمله بصمت؟ الصعوبة هنا انك تتعامل مع مختلف الجنسيات في عاداتهم وتقاليدهم وأفكارهم وجنسياتهم وألوانهم فتجمع تلك الاختلافات تحت قبة جامعة اظهرت قوتها وبيانها في ان اكسبت الدين الاسلامي جيلا يحمل رسالته الكبيرة لبلدانهم والتي وفقت الدولة منذ عقود في انشائها على يد الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله ليكون اول مديرا لها سماحة مفتي عام المملكة شيخنا الجليل عبدالعزيز بن باز طيب الله ثراه. الجامعة احتضنت مؤخراً ندوة تحمل في سموها وعنوانها (المسجد النبوي.. فضائله وأحكامه وآدابه) بمتحدثين لهم قيمتهم العلمية والشرعية ابرزهم أئمة الحرم المكي بمقررين في الجلسات العلمية من الشيخ عبدالرحمن السديس ونائبه و مدير الجامعة. دام الحرمان الشريفان في عناية قيادتنا والوطن الكبير..