ترى أين موقع إدارات العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية ؟ الحقيقة المفجعة أن غالبيتها تقبع في ذيل المكونات الإدارية من حيث الإنتاجية وأصبحت منتجعا دائما للموظفين غير المتخصصين والفاشلين.. وما أسوأه من واقع ! الصورة نفسها تصبح أكثر سفورا عندما يقتصر عمل العلاقات العامة على متابعة أخبار الصحف وكتابة خطابات التهاني والتعازي وقيام موظفيها بدور المعقبين بين الجهات الحكومية!! مع ذلك، يبدد بصيص ضوء بعضاً من عتامة الصورة، فقد سعدت بوجود نماذج جيدة رغم الندرة تقوم بأدوار العلاقات العامة وتنفذ مهامها بشكل مؤسسي ومنظم وتحديداً في الجهات شبه الحكومية، العلاقات العامة بهيئة الغذاء والدواء، وإدارة العلاقات والإعلام بشركة العلم لأمن المعلومات، والعلاقات العامة بهيئة السياحة والآثار وقد توجت جهود تلك الإدارات برسم صورة ذهنية موجبة عن مؤسساتهم بشكل مهني متخصص. إن من البدهي أن دور العلاقات العامة لا يجب اقتصاره على الجانب الإعلامي فقط وإنما يمتد لبناء الهوية الإعلامية وتفعيل التقنية في إدارة المحتوى الإعلامي واستثمار قنوات الإعلام الجديد للوصول للجمهور المستهدف ووضع برامج تعزز العلاقة بين المنشأة والجهات ذات العلاقة، والمشاركة في صناعة مبادرات ترفع مستوى الولاء الوظيفي وهذا ما يزيد الحاجة لاحتواء الخمول في أداء العلاقات العامة وتحويلها لإدارات نشطة وفعالة! التحول يبدأ من الإدارات العليا بوعيها بأهمية دور العلاقات العامة في دعم الخطط والأهداف الإستراتيجية وتقوية القناعة بأن هذه الإدارة إن دعمت بالشكل المهني المطلوب فستحقق عوائد أعلى وتعزز رسالة ورؤية المنشأة! دعونا نوجز ونقول: إن لم تستطع القطاعات الحكومية القفز بمستوى أداء العلاقات العامة فسيظل واقع إدارات العلاقات العامة ومستقبلها محصورا في تقييم عادل، ألا وهو : (بائس.. مخجل.. ومحبط) ! لمراسلة الكاتب: [email protected]