"أوبك تعتبر مستوى الأسعار جيداً " بهذه الكلمة قطع الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط عبدالله البدري خلال المؤتمر الصحفي عقب اجتماع المنظمة مساء الخميس الماضي في فيينا آمال الكثير من الدول التي طالبت بخفض مستويات الإنتاج حفاظاً على الأسعار على حدّ قولهم. وقال البدري سبق وأن قلت – في وقتٍ سابق - إن مستوى المئة دولار للبرميل مناسب، الآن الظروف تغيرت وعلينا التعايش معها. من جهته قال الخبير النفطي كامل الحرمي كانت نتائج اجتماع أوبك متوقعة، فالاحتمالات كانت كبيرة على إبقاء مستوى الإنتاج كما هو عليه دون تغيير، ولكن الغريب في الأمر هو قرار أوبك بتحديد موعد اجتماعها القادم في يونيو 2015 م، حيث كان المتوقع أن يكون ذلك الاجتماع في نهاية الربع الأول من 2015، ولكنها تريد من ذلك أن تعرف إلى أي مدى سيصل مستوى أسعار النفط. وأضاف لم يتضرر أحد في السوق إلى الآن بشكل فعلي جرّاء تراجع الأسعار، وجميع الدول المنتجة مع نهاية العام المالي الحالي تمتلك فوائض مالية؛ كونها حققت أرباحاً خلال العام الحالي 2014 م، والكل متفق أن الوقت الحالي ليس مناسباً لاتخاذ القرارات، وأعتقد أن الأسعار ستصل ل "القاع" نهاية الربع الأول من 2015. من جانبه استبعد عثمان الخويطر – كاتب ومختص بالقطاع النفطي – أن يخدم موقف منظمة الأوبك الوضع الراهن، واصفاً إياه بالسلبي وقال لا أظن أن هذا القرار سيخدم مصالح الشعوب، كما أنني لست من المتحمسين لسقف أوبك المشهور، والسبب أن الدول الأعضاء لا يتقيدون بمنطوق هذا السقف، فكل ينتج حسب هواه دونما اعتبار لموقف الآخرين، وهو الأمر الذي يلغي – بطبيعة الحال – الحاجة لمنظمة الأوبك، حيث إن دورها كمؤثر في السوق النفطية قد انتهى، وتستطيع الدول الأعضاء لعب الدول نفسه دون الحاجة لوجود المنظمة لأن الأمر أصبح يتعلق بسياسة كل دولة على حدة، لا سيمّا أن المجال مفتوح لإنتاج أي كمية يريد إنتاجها العضو. وبين أن السوق أصبحت حرّة، وستعدل نفسها تلقائياً مع مرور الوقت والذي يهم في الأمر هو أننا لا نزال متمسكين بمستوى إنتاج أكبر من حاجتنا في وقت الأسعار فيه متدنية، وهذه تعد خسارة، فما المصلحة التي نجنيها خلال إنتاج كميات كبيرة من مصدر ناضب وبيعه بأسعار أقل من المعتاد. بدوره وصف المحلل والخبير النفطي الدكتور محمد الشطي قرار الأوبك ب "الجيد" ؛ كونه يحقق عدة أهداف منها تحقيق وحدة الأوبك بموافقة جماعية وانسجام وقبول رغم صعوبة الأوضاع الراهنة. وقال الشطي يمكن تفسير القرار أنه حالة تفّهم من "الأوبك" على أن اختلال السوق النفطية يعود بالدرجة الأولى لارتفاع الإنتاج من خارج أوبك خصوصاً النفط الصخري، وهو أمر لا تملك أوبك أي قرار في خفضه لتحقيق التوازن المطلوب، بالإضافة إلى أنها – أي منظمة الأوبك – أثبتت من خلال قرارها بعدم تغيير مستوى الإنتاج أنها ليست في معرض الخلافات فيما بينها، وأنها تعمل معاً وباتفاق من أجل الوصول لمصلحة السوق. وذكر أن ارتفاع الأسعار لن يحقق التوازن والاستقرار المطلوب، فإن أي خفض يعني فقدان بعض الحصص في السوق والإيرادات على المدى الطويل بالإضافة إلى أنه لن يعالج مسألة الاختلال. وأوضح أن هنالك تغيراً في السوق بوجود النفط الصخري، ولا يمكن التعامل مع هذا الاختلال عبر خفض مستوى الإنتاج وإنما من خلال أدوات السوق التي تحدد أسعار النفط. وختم الشطي حديثه بالتأكيد أن الاتفاق الأخير فيما بين أعضاء الأوبك يتناسب مع المرحلة الحالية، وأنها تحتاج للتريث من أجل التأكد من المعطيات التي تساهم في استقرار السوق. من جهةٍ أخرى هبط سعر خام برنت – بحسب رويترز - أكثر من ثلاثة دولارات إلى أدنى مستوياته في أربع سنوات دون 75 دولارا للبرميل الخميس الماضي بعد أن قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عدم خفض الإنتاج رغم تخمة المعروض الكبيرة في الأسواق العالمية. كامل الحرمي د. محمد الشطي عبدالله البدري