سواء تمثل في السيارات التي تقود نفسها بنفسها أو في الروبوتات التي تخدم كبار السن في دور العجزة والمسنين، ظل التقدم التقني السريع يمثل تهديدا للعديد من الوظائف التي يمارسها بنو البشر عادة. ويعتقد الخبراء الآن أن 50 بالمئة من المهن المتوفرة حاليا ستصبح شيئا من الماضي بحلول عام 2025 طالما ظل الذكاء الصناعي يحدث تحولا كبيرا في طرق أداء المهن. ومن المتوقع حدوث نقلة كبيرة في أماكن العمل في غضون السنوات العشر أو الخمس عشرة المقبلة، الأمر الذي قد يعرض طرق كسب المعيشة لدى بعض الناس إلى الخطر. وفي هذا الصدد يشير تقرير جديد أعدته شركتا " سي بي آر إي" و"جنيساس" الصينية إلى أن 50 بالمئة من المهن الموجودة اليوم سوف تختفي تماما بحلول عام 2025 حيث سيتحول الناس إلى امتهان المهن الأكثر إبداعا وإنتاجية، على حد قول مارتن شين رئيس فريق العمليات بشركة جنيساس. وستصبح أماكن العمل المزدحمة بالطاولات في ذمة التاريخ ليس لأنها لم تعد مناسبة لأداء العمل، بل ببساطة لأن الغرض منها لم يعد له وجود. وسيحتاج عدد متنام من الوظائف في المستقبل إلى إبداع وذكاء ومهارات اجتماعية وقدرة لمواكبة الذكاء الصناعي. وسيمهد كل ذلك طريقا للسعادة وتحقيق الذات للكثير من الناس، وفقا للتقرير. واعتمد التقرير بعنوان:" إلى الأمام سريعا 2030: مستقبل العمل وأماكن العمل" على مقابلات شخصية مع 200 من الخبراء وقيادات الأعمال والشباب من آسيا الباسفيكية وأوروبا وأميركا الشمالية. وخلص تقرير آخر أعدته مؤسسة "بيو ريسيرش" في عام 2014 إلى أن 52 بالمئة من الخبراء في مجال الذكاء الصناعي والروبوتيات متفائلون تجاه المستقبل ويعتقدون انه سيتوفر المزيد من الوظائف خلال العقود القليلة المقبلة. ويقول جوناثان غرودين، الباحث بشركة مايكروسوفت:" ستحدث التقنية خلخلة في الوظائف ولكنها ستستحث المزيد من فرص العمل." وحدد الباحثون بجامعة أكسفورد المهن الأكثر عرضة لخطر حلول الحاسوبات والربوتات محل العنصر البشري وحصروها في 20 مهنة بالترتيب:المسوقون عبر الهاتف، وموظفو التفتيش، وعمال المجاري، ومعلمو الرياضيات، ووكلاء التأمين، والساعاتية، ووكلاء شحن البضائع، وموظفو الضرائب، وفنيو تظهير ومعالجة الصور، وموظفو الحسابات الجدد، وموظفو المكتبات، ومدخلو البيانات، والعاملون في مجال تجميع أجزاء أجهزة قياس الوقت، وموظفو المطالبات بشركات التأمين، وموظفو شركات السمسرة، وموظفو استقبال الطلبات بمراكز البيع، وموظفو استقبال طلبات القروض، وموظفو التثمين بشركات التأمين، وحكام المباريات والعاملون في المجالات الرياضية، والصرافون. أما المهن التي لن تستطيع الحاسوبات والروبوتات أن تحل محل ممارسيها من البشر فهي: أطباء العظام، وعلماء الكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية، ومهندسو الالكترونيات ما عدا مهندسي الحاسوبات، والدعاة والموجهون وعلماء الدين، والمشرفون بدور الإصلاح، والمديرون الفنيون السينمائيون، وأطباء تقويم العظام، ومصممو الديكور الداخلي، والمخرجون والمنتجون السينمائيون، والمصورون، وخبراء العلاج الطبيعي، ومصممو الأزياء، ومهندسو المواد، وعلماء المواد، وخبراء النبات والتربة، وأطباء التشخيص العلاجي، والمهندسون المدنيون، وفنيو العلاج الطبيعي، والمعماريون، ومهندسو البيئة.