النساء شقائق الرجال ونصف المجتمع العامل او العاطل وهن يملكن من الكفاءة والخبرة والقدرة والتأهيل مثلما يملكه الرجال ولهذا ترى ان العجلة التي تخص النساء لا يحركها سوى هن وبإتقان كامل وأصبحن رائدات في المجتمع المحلي وبارعات في الاختراعات ومتميزات على مستوى العالم ونطالع ذلك بشكل يومي عبر صحفنا ونسجل ذلك لهن بمزيد من الفخر يتقدمنا في ذلك خادم الحرمين الشريفين الذي أولى المرأة جل عنايته ورعايته وتشجيعه، وتحس المرأة بكل صدق بهذا الزخم الكبير من الاهتمام ويدفعها للمزيد من العطاء والتنافسية الحقيقية مع شقيقاتها في المجتمع وعلى مختلف الاصعدة العامة والخاصة ويدفع ذلك الاباء والامهات والازواج والاشقاء للإيمان الكامل بالقدرة حتى اصبحت القدوة . ما سبق يأتي وهن على رأس العمل وفي فترات النشاط البدني والحضور الذهني وقبل ان يخيم عليهن شبح التقاعد ويجدن أنفسهن بين البيت وهمومه في ثلث العمر الاخير المحتاج لعطاء آخر يتوافق مع سنوات العمل وإنجازاته أو وبين طموح في الحياة الثانية اما بعمل خاص أو مهنة استشارية أو تطوعي قبل ان يخلدن الى الراحة الاجبارية التي يفقدن معها طعم الحياة وتألقها فالمستقبل حينذاك لم يعد الهم الذي بمقدورهن ان يعدن عجلته الى العطاء، ويتركز التفكير الدائم لهن في كيفية استفادة المجتمع من خبراتهن التراكمية التي تفوق شهادات الدنيا وصعوبة ان يمضي العمر بهذه الخبرة دون ان يستفاد منها وبجميع التخصصات، وهن هنا أسوأ حالة من الرجال لأنهن لا يستطعن ان يزاحمن ليأخذن فرصة اخرى ولا يمكنهن الحياء ان يجدن ذلك بسهولة حتى في العمل التطوعي الذي يناسب خبراتهن وعمرهن وتأهيلهن ونشاطهن البدني، وليس هناك جهة تتولى بالإنابة البحث عن المكان الذي يجدن انفسهن فيه في اعمال يخدمن بها المجتمع. وتقف هنا الجمعية الوطنية للمتقاعدين موقف ربما المتفرج او العاجز او موقف غير المهتم بالنصف الاخر للمجتمع وهن بدون شك اطول نفساً من الرجال في العمل التطوعي ومحبة له وابداعاً فيه وهذا من واقع تجربة ومن خلال معطيات الجمعيات واللجان الخيرية، وقد يكون السبب في ان الجمعية لم تستطع ان تصنع مستقبلاً مشرقاً للمتقاعدين من الرجال فكيف بها تصنعه للنساء في ظل مجتمع ذكوري يقصي الاخر ويجذر المركزية ويعتبر الجمعية بيته الخاص وله فقط الصلاحية بكل امر ولا لأي عضو من اعضاء مجلس ادارتها الحق في معارضته بما فيهم النساء، والمحزن ان هذه صورة من ثقافة العمل الخيري والتطوعي حتى وان كانت جمعية القدرات والخبرات والمؤهلات من الرجال والنساء في القطاعين، وهي الجمعية التي يرى المنصف انها ام الجمعيات الخيرية ورائدة مؤسسات المجتمع المدني فيما لو تركزت الجهود على تحقيق اهدافها بدل من الوعود التي لم يتحقق منها شيء لمصلحة المتقاعد طيلة الخمس سنوات الماضية. اليس من حق المتقاعدة على المجتمع بكل مؤسساته العامة والخاصة الرسمية والخيرية ان تمكن من استمرار العطاء وتشجع وتعان عليه ويستفاد من قدرتها، الم تبذل الدولة لكينونة هذا الخبرات الشيء الكثير من المال والتأهيل ويلغى ذلك كله ويتم تهميش تلك الخبرات ويلغى وجودها الفاعل في مجتمعها، اليس من حقها في ظل ضوابط المجتمع الدينية والاجتماعية ان يسهل لها امر العمل الخيري وتوجه الى ما تريد وباي وقت تريد وتتقن العمل فيه دون مزاحمة الرجال وتخصص لها المجالات المناسبة لفسيولوجيتها ويبنى قاعدة بيانات دقيقيه بالعمل الخيري او التطوعي كي تختار ما يناسبها، اليس في ذلك بناء للثقة عبر الاجيال ان قادة الحاضر هم صناع المستقبل الجديد الفاعل والذي سيحتضن غربتهم. ختاماً.. يسرني بالإنابة عن النساء المتقاعدات وحتى الرجال المتقاعدين في مدينة الرياض ان اسجل وقفة شكر وتقدير لسمو الاميرة حصة بنت فهد بن خالد وهي الرئيسة الفخرية للفرع النسائي لفرع الجمعية الوطنية للمتقاعدين بالرياض وهي التي تتبنى هموم المتقاعدات وتدافع عنهن وعن قدراتهن وكذلك تبنيها للأسر المنتجة منهن، وتقدم دعماً مالياً وبصفة دائمه للفرع وتساند انشطته وفعالياته، بالإضافة الى ايجابيتها الرائعة في ان يكون فرع الرياض سواء من المتقاعدين او المتقاعدات نموذجاً صادقاً للعطاء، ورغبتها الصادقة في تذليل كل الصعاب التي تواجه الاخوات المتقاعدات من عضوات الجمعية، خاصة وانها واكبت فترات التأسيس الاولى وما قبلها والفعاليات النسائية التي كانت تقام في مركز الامير سلمان الاجتماعي، مع تقديرها للعطاء وأهله، وتستضيف المتقاعدات من خارج الرياض وتؤمن ان العطاء لا يتوقف عند عمر وما دمت الرغبة موجودة فلا عائق يقف دون تحقيق الاهداف التي من اجلها تأسست الجمعية وانطلقت.