تأتي معاتبة من بعض القراء الى كتّاب أعمدة الصحف الذين اعتادوا أن يضمنوا مقالاتهم مفردات أجنبية أو يكتبوا المقابل باللغة الانجليزية. والعتيب - في رأيي - في محله، والقارئ دائماً على حق. لكن الكاتب أيضاً صائب في نهجه إذا اعتقد - كأحسن ما يراه - أن الكلمة الانجليزية توسع الدلالة، أو تحدد المفهوم المراد. أو أنها - أي الكلمة الانجليزية - أفضل بديل لجملة عربية طويلة مطاطة. فمجمع اللغة العربية أعطى اسماً لل .. كراج وسماه «المرآب» وهي كلمة ثقيلة النطق. وفي بدايات الاتصالات أعطى المجمع اسماً للتلفون... وسماه «المسرة» اعتماداً على أن الحديث فيه سري لا يسمعه أحد. على عكس الجهر. ولو ترجمنا كلمة التلفون حرفياً لوجدناها تعني «الصوت الكلامي المسموع عن بعد». وقال نحويون آخرون انه «المسماع». آتى الى القول من منا يستطيع أن ينكر على القرآن الكريم استعماله الكلمات الفارسية الأصل: كأباريق وسجيل، واستبرق. واستعمل أيضاً كلمات رومية كقسطاس، وصراط، وشيطان وإبليس. كذلك جاء في القرآن الكريم كلمات من الحبشية كأرائك، ودرّي، وكفلين (نصيبن) وقسورة. كذلك أخذ من السريانية سرادق، ويم وطور، وربانيين. ومن الزنجية أيضاً كلمات حصباً وسرياً. ومن العبرانية فوم. والتركية القديمة غساقاً. ومن الهندية مشكاة ومن القبطية عبارة هيت لك.؟. وأعتقد أن لا ضير على الكاتب أن يوظف مخزونه اللغوي في اجلاء بعض ما يريد قوله خدمة للقارئ.