عبد الرحمن بن محمد الحميضي ، يعد من الشعراء الشباب الذين صقلت التجارب والمعاناة موهبتهم الشعرية وكذا صوادف الحياة وظروفها التي توالت عليه ، حيث أصيب فترة طويلة بشلل ، ثم فقد والده ، ثم فقد والدته متمسكا بالتوكل على الله واحتساب الأجر وملازمة الصبر . تبرق أسارير وجهه بالتفاؤل والأمل ، وترتسم الابتسامة فوق شفتيه. لا يمل له مجلس ولا حديث، يزن عباراته وينتقي من الكلام أطيبه. له مع المعاناة وقفة ومع الحياة وقفات و رؤية عامة، فقد كانت إصابته التي أجبرته على ملازمة السرير وما أكثر المصابين بحوادث السيارات، مدة تزيد على ربع قرن ، أثرها في تغييرات كثيرة ، يقول : يا رب أنا عبدك وبرجيك ترحم من هو على فراشه يهلن دموعه أنت الذي بالخلق ما غيرك أعلم وأنت الذي نلقاك وقت الفزوعة تميز بقراءة القسمات لوجوه المحيطين والمقربين، يقول مصورا نظرة والده له في حياته رحمه الله عندما كان بجانبه وهو لا يستطيع حراكاً : ألاحظ همومه يزودن قبالي لا شافني عنده طريح مخليه ما غير مشلول مع أمي لحالي ميت وحي وحسرة الحي تكويه ما في يدي حيلة وهو مثل حالي يحرق قليبه بس دمعه يخبيه الشاعر عبد الرحمن، فتح لنا بوابة مشرعة من مكنون إحساسه ومشاعره، نطل من خلال نافذة البوح تلك على بعض منها و تجذبنا تنوعات أشعاره وقصائده.. مزيج من كل هذا وذاك عبر فيها عن مواقف حقيقية وتجارب ، وفيها الكثير من نزف الجراح التي يلملمها بين جوانحه . يقول في قصيدته التي عنوانها .. يا رب : يا رب لك مع طول الأيام تدبير مكتوب للمخلوق قبل الولادة أحد صفت دنياه ويسابق الطير وأحد على المرقد طريح الوسادة يشوف ربعه زايرينه عسى خير؟ وهو قبل معهم على كل عاده وفي قصيدة الصبر يقول : الله يصبرني على اللي جرى لي وأعيش باقي دنيتي في سعادة سعادة تمحي الحرام بحلالي والكل فيها ما يبي غير زاده وبعد وفاة والده عبر عن حزنه بقصيدة أبوي شمعة بيتنا: الصدر ضاق وراح ما كان غالي أبوي شمعة بيتنا يوم هو فيه يضوي بها نور يفوق الهلالي ومن جربه ياناس ما هوب ناسيه ثم توفي عمه عبدالرحمن ( أبو ياسر) في فترة قريبة من فترة وفاة والده ، فكانت أحزان متوالية عليه، حيث ألفهم وكانوا بجانبه دوما فقال قصيدة الفقد : توي نسيت الحزن. توي مسحت الدمع من غالي غاب وتوي هجعت بمرقدي من غيابه وتوي نسيت الحزن واقفى مع الباب وتوي أودع ما بقى من سرابه واليوم أعزي فيك وأعز الأقراب أخوك أبو ياسر فجانا ذهابه