تبدأ وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم الاثنين جولة تستغرق ثلاثة ايام في آسيا الوسطى تهدف إلى الدفاع عن مبادئ الديموقراطية المثالية وتعزيز تأثير الولاياتالمتحدة في هذه المنطقة التي يتعزز فيها نفوذ روسيا والصين. وخلال هذه الجولة التي تبدأ فعليا الثلاثاء بوصولها إلى بيشكيك في قرغيزستان، ستزور رايس افغانستان وكازاخستان وطاجيكستان حيث ستلتقي قادة هذه البلدان إلى جانب ممثلين من «المجتمع المدني» والقطاع الخاص. وقال مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الاوروبية وآسيا الوسطى دانيال فريد بعد زيارة إلى المنطقة ان «سبب هذه الرحلة إلى آسيا الوسطى هو ان التاريخ في هذه المنطقة يتسارع على ما يبدو». ويبدو ان الدبلوماسية الاميركية تريد تحقيق هدف ثلاثي هو السعي لاحتواء التهديد الاسلامي وتشجيع الاصلاحات الاقتصادية وتشجيع الديموقراطية التي تعتبرها واشنطن افضل حصن ضد التطرف الإسلامي. واضاف ان هذا الهدف الثلاثي «غير قابل للتقسيم»، مؤكدا انه «لا يمكننا اقامة علاقات (...) تعتمد على المصالح الامنية وحدها ولن نفعل ذلك ابدا. هذا لن يعمل كما يجب». وفي الواقع تبدو العلاقات بين الولاياتالمتحدة والنظام المستبد الذي يقوده اسلام كريموف في اسوأ حالاتها. وهو يرفض تحقيقا دوليا حول القمع الوحشي لتظاهرات جرت في انديجان في ايار - مايو ويتهم واشنطن بتدبير هذه الاضطرابات. ويبدو تقدم الديموقراطية بطيئا في الجمهوريات السوفياتي السابقة الاخرى. ففي قرغيزستان يواجه الرئيس كرمان بك باكييف صعوبات كبيرة في تمرير اصلاحاته بعد ستة اشهر من «ثورته المظفرة». وفي كازاخستان من المقرر ان يجري اقتراع رئاسي في بداية كانون الاول - ديسمبر. وقد رشح الرئيس نور سلطان نزار باييف الذي يحكم البلاد منذ 1990، نفسه لولاية رئاسية جديدة من سبع نوات. وفي طاجيكستان، حكم على محمدروزي اسكندروف زعيم احد اكبر احزاب المعارضة بالسجن 23 عاما. في المقابل تريد رايس في افغانستان ان «تهنىء الشعب الافغاني على نجاح الانتخابات» التشريعية و«تؤكد مجددا الالتزام طويل الامد من جانب الولاياتالمتحدة بالتأكد من ان العمل انجز حتى نهايته»، حسبما ذكرت مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون جنوب آسيا كريستينا روكا. وتعكس هذه الجولة بشكل عام رغبة واشنطن في تنشيط دورها في هذه المنطقة امام تقدم نفوذ الصين وروسيا اللتين لا تقيمان الوزن نفسه للديموقراطية واحترام حقوق الانسان، بعد ان تراجع هذا الدور في الاشهر الاخيرة وان كانت الولاياتالمتحدة ترفض الاعتراف بذلك. وقال فريد «نعتبر آسيا الوسطى مركزا (للعبة الكبرى)»، مستخدما عبارة كانت تستخدم لوصف نشاطات الدول العظمى في المنطقة في القرن التاسع عشر. واضاف «لا نرى ذلك منافسة بين الولاياتالمتحدة والصين وروسيا». والجمهوريات السوفياتية الثلاث السابقة التي ستزورها رايس اعضاء في مجموعة شنغهاي التي طالبت في تموز - يوليو «بعدم تدخل» دول اخرى في الشؤون الداخلية ودانت كل رغبة في «احتكار» الشؤون الدولية، في اشارة إلى واشنطن. وتضم مجموعة شنغهاي روسيا والصين وكازاخستان وطاجيكستان واوزبكستان وقرغيزستان.