في منتصف شهر مارس عام 1983م قبل 22عاماً كانت رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر على موعد مع الإرهابيين. فما إن وصلت إلى مقر إقامتها في مدينة برايتون الساحلية جنوبانجلترا استعدادا لمؤتمر دولي في اليوم التالي. وما أن استقرت في الفندق المعد لإقامتها إلا ونحن نشاهد على شاشة التلفزيون إنفجاراً ضخماً في نفس الفندق قامت به جماعة من الإرهابيين. ورأينا زجاج نوافذ الجناح الذي كانت تقيم فيه السيدة تاتشر يتحطم. فما كان من هذه المرأة الحديدية إلا أن انتقلت إلى جناح آخر في الفندق لم تصله آثار الانفجار تحمل أوراقها ومذكراتها وأكملت فيه بقية المساء لتقف في صباح اليوم التالي وكما هو محدد سابقاً في تمام الساعة التاسعة أمام جموع الحاضرين في المكان المعد للمؤتمر. وقفت وهي تقول: «ها آنذا أقف أمامكم في نفس اليوم وفي نفس الساعة المحددة للمؤتمر لأقول للإرهابيين أنهم لن يستطيعوا أن يمنعونا من متابعة مسيرتنا نحو البناء والتشييد». تذكرت كل ذلك وأنا استمع إلى كلمة وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع في حفل وضع حجر الأساس لمشروع إنشاء وتجهيز أول مركز صحي من أصل ألفي مركز صحي أمر بإنشائها مولاي خادم الحرمين الشريفين في مختلف مناطق المملكة. حيث وقف في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم السبت (20/11/1425ه) ليقول بالحرف الواحد: إن وضع حجر الأساس لهذا المركز في هذا اليوم وبعد يومين من الاعتداء الفاشل للفئة الضالة يؤكد لهؤلاء المجرمين ومن ورائهم أننا سائرون على درب البناء والتشييد وأنهم لن يستطيعوا إيقاف عجلة النمو والبناء التي بدأها مؤسس هذه البلاد وأكملها من بعده أبناؤه البررة لبناء دولة حديثة متطورة. نعم لقد فشلوا وخسئوا ولقوا حتفهم المشين بأيديهم وبأيدي رجالنا الأبطال من قوات الطوارئ الخاصة. لقد استطاع جنودنا البواسل هذه المرة من قتل جميع الإرهابيين السبعة في سكنهم الموبوء دون أي خسارة تذكر في صفنا ونحن نهنئهم ونهنئ أنفسنا بهذا الإنجاز الرائع الذي لم يكن ليتحقق لولا فضل الله عزوجل أولا وأخيرا، ويقظة رجال الأمن والمواطنين ومن ثم التدريب الجيد والأجهزة المتطورة التي وفرتها حكومتنا الرشيدة. ولا يفوتني هنا أن أتقدم بتحية إعزاز لقائد قوات أمن الطوارئ اللواء مروان الصبحي الذي كان بلا شك الموجه الرئيس خلف هؤلاء الجنود البواسل يستمد عونه من المولى عزوجل ويستنير بتوجيهات سيدي وزير الداخلية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود. حفظ الله بلادنا من كل مكروه وحفظ لنا قادتنا وولاة أمرنا وأسبغ علينا نعمة الأمن والإيمان ونشكره سبحانه الذي أطعمنا من جوع وآمننا من خوف، ونحمده عز شأنه على النعمتين المحسودتين: الأمن في الأوطان والصحة في العقل والأبدان. ٭ المشرف العام على مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون