حَدَثُ الهجوم على حسينية المصطفى بقرية الدالوة بالأحساء حدثٌ غريب جداً في هذه البلاد. بلاد الأمن والأمان بلد التعايش السلمي بلد الحرمين الشريفين، ولكن من فكر غذى العقول وملأ القلوب وأطلق الألسن والأيدي بضلال وفتن وحقد وإرهاب مرعب وإلا كيف يوجه رصاص وتقتل فتية وآباء وإخوان لا ذنب لهم ولا جناية في مقر دارهم يرفعون الشهادتين أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمداً رسول الله.. أُريدَ من هذا العمل الإجرامي الدنيء الفتنة فتحول بقدرة القادر العظيم الله سبحانه وتعالى إلى نعمة. كيف كانت هذه النعمة لأول وهلة للحدث الساعة تضافرت الجهود من القيادة الرسمية إلى الجهات والأجهزة الأمنية بملاحقة هذه الشرذمة واعتقالهم ومتابعة خليتهم في جميع مناطق ومحافظات بلادنا الغاليه فلم يُمسوا ليلتهم إلا وهم في دار العدل للعقوبه والجزاء، أحاطهم مكر الله تعالى حيث يقول في كتابه المجيد: "يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" الآية.. أي مكر لهؤلاء من هذا المكر الذي أرادوا به تمزيق وتفريق الأمة. أطياف هذا البلد وشعبه الوفي بجذوره وعروقه وأصالته فيً التعايش والإخاء والألفة والمحبة الذي تجلى في تبادل بين هذا الشعب مواطنين ووطنا وحكومة ممثلة بحضور وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف إلى موقع الحدث ومواساة أهل المصيبة بشكل خاص وأهل الاحساء بشكل عام ومن ثم أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف ومحافظ الاحساء صاحب السمو الامير بدر بن جلوي ومن في معيتهم من امراء ومرافقين قدموا المواساة وأخذوا بخاطر أهل المصيبة وزاروا الجرحى فردة الفعل على حدث دالوة الاحساء أكبر وأكبر من أن يتصور أو يحدد بحجم، فوفود المواساة وتقديم العزاء والمشاركة في التشييع من داخل البلاد وخارجها. قروبات التواصل الاجتماعي والتغريدات على هذا الحدث كانت تعبر بشعار الإسلام في التآخي واحترام الانسان وما يربط الانسان المسلم بالاخر سواء كان مسلماً أو غير مسلم، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. فالمواطن وما له من حقوق إنسانية ووطنية تجعل الاعتراف بكل طائفة وخصوصيتها وممارسة حريتها فيما لديها من تشريعات وفروع في منهجها العقائدي ضمن الاطر والقرارات الرسمية المعلنة وهذا في حد ذاته يساهم في بسط الامن والتعايش ويردع من تسول له نفسه كان فردا أو جماعه أو تنظيما زرع الفتنه وسمومها وتفريق وتمزيق المجتمع والإخلال بالأمن حيث يعشش في ذهن هذه الفئة الضالة بفكرها.. إن الحكومة بذاتها تريد التخلص من هذه الفئة الضالة ولكن بفضل الله الكريم رأت هذه الفئة ومن وراؤها أن الحكومة راعية للشعب بجميع طوائفه وتسعى على الحفاظ والأمن والسلم للوطن والمواطن فهذه أَنعم النِعم مع دوام الصحة.