تواجه المملكة هجمة شرسة على كافة الأصعدة في الإنترنت وتوتير وغيرها من وسائل الإعلام المختلفة نقدا وسبا ولا سيما ان أعداءها يرون تميزا امنيا وتلاحما وطنيا بين جميع طوائف المجتمع مما أشعل نار الغيرة والحقد على هذا الوطن وأبنائه فسعوا بكل السبل ولحقدهم الدفين لنشر الفوضى وإثارة الفتنة محاولة منهم لفك اللحمة الوطنية ولذلك بدأوا بشن الحملات على وطننا وسياستنا واقتصادنا وعلى أمننا بقصد تشويه سمعتنا عالميا. وفي الآونة الأخيرة انتشرت العمليات الإرهابية التي تستهدف رجال الأمن كنوع من الحرب النفسية لرجل الأمن والمواطن و زعزعة ثقة المواطن في الشارع بجهاز الأمن وإظهاره على أنه غير قادر على حماية نفسه وغيره. ولنعترف ان نشر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها لجثث وأشلاء رجال الأمن أصبح وسيلة للإرهاب، وأداة للام النفسي، وطريقاً للانشقاق من المجتمع، وديننا الإسلامي بأحكامه وتشريعاته ومقاصده يرفض هذه الأمور المنكرة ولا يكتفي فيها فقط بالتنديد والاستنكار. بل السعي من تقليل تلك التصرفات البشعة من أولئك الغير مبالين بمشاعر الآخرين لان نشر هذه الصور التي تحتوي على الضحايا والأشلاء من رجال الأمن تسهم في ظهور متلازمة الاحتراق النفسي لرجال الأمن وهي آخر وأخطر مرحلة من التوتر النفسي». والتي غالباً ما يغفل المرء عن عوارضها الأولى، والتى فيها يتعرّض المخزون العاطفي تدريجياً لاستنزاف في موارده، بعد فترة طويلة من تكرار نشر مثل تلك الصور، بسبب الأجواء المحبطة التي تبث بصورة مؤلمة من خلال تلك الوسائل التي لا تعي خطورة الأمر بتصرفاتها القاتلة نفسيا لمن يراها وهذا ما أردت الحديث عنه خلال هذه السطور وعن الرسائل السلبية للأسف التي تصلنا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المدمرة والتي يصل الامر احيانا اصابة بعضهم بكرب الصدمة متناسين أن رجال الأمن هم بشر من لحم ودم في نهاية المطاف حتى وإن كانت مسالك وشحنات تكوينهم تذهب أحيانا في صورة الصلابة والتميز عن باقي عموم الناس، إلا أن ذلك لا يعطي أولئك الحق في إيذاء رجال الأمن الذين ضحوا بدمائهم لحماية الوطن وأبنائه سواء كان بطريقه مقصودة أو غير ذلك. ولذا ويعتبر الإسناد الاجتماعي مصدراً مهماً من مصادر الأمن الذي يحتاجه رجال الامن من عالمهم الذي يعيشون فيه بعد لجوئهم إلى الله سبحانه وتعالى لما له من آثار مهمة لها في مواقف الشدة والإجهاد النفسي، وما يقوم به من تخفيف نتائج الضغوط والمواقف الصعبة. إن الفرد الذي يتمتع بمساندة اجتماعية من الآخرين يصبح شخصاً واثقاً من نفسه وقادراً على تقديم المساندة الاجتماعية للآخرين، وأقل عرضة للاضطرابات النفسية وأكثر قدرة على المقاومة والتغلب على الإحاطات ويكون قادراً على حل مشكلاته بطريقة إيجابية سليمة؛ لذلك نجد أن المساندة الاجتماعية تزيد من قدرة الفرد على مقاومة الإحباط وتقلل الكثير من المعاناة النفسية. إن إحساس رجال الامن بأن افراد مجتمعهم يحبونهم ويفكرون فيهم ويحتاجونهم ويقدرونهم كل ذلك يساعدهم في مقاومة ما قد يعترضون له من ضغوط حياتية. ويسمح لهم بالتمتع والاسترخاء ويوفر لهم قاعدة آمنة لحياتهم، كما يؤكد لهم أن الآخرين يتماثلون معهم ويهتمون بمشكلاتهم وأنهم ليسوا معزولين وأن لديهم بالفعل افراد مجتمع يساعدونهم ويقفون بجواره، مما يدفعهم إلى النهوض بذاتهم وزيادة الدافع للإنجاز لديهم وتحقيق وجودهم على المستويين النفسي والاجتماعي. لان إحساس الفرد بالقيمة، وتقدير الذات، والاحترام من خلال السند العاطفى الذى يستمده من الآخرين وقت الحاجة إليهم" يسهم في تقديم التضحية بالذات دون خوف او وجل بل يعتبر الدفاع عن الوطن والمواطن جزءاً مهم من منجزات حياته ويدرك أن هذه العلاقات تؤثر به اكبر التأثير؛ لذا فإن رجال أمننا بحاجة ماسة لنا في هذه الأيام العصيبة التى تستهدف عطاءهم العظيم من اجل أن نعيش وإياهم في امن وأمان نرد به على كيد الحاقدين في نحورهم. * استشارية أسرية ونفسية