خيبت الجماهير السعودية الآمال في الظهور الأول لها في بطولة كأس الخليج التي انطلقت أول من أمس الخميس في الرياض، إذ جاء الحضور الجماهيري لحفل الافتتاح ومباراة المنتخب الوطني ضد المنتخب القطري مخجلاً وضعيفاً وخلاف ما كان متوقعاً قبيل انطلاقة البطولة، حيث عرفت السعودية بكثافة الحضور الجماهيري وقوة صوت المدرج في الدوري المحلي، وكانت الجماهير واحدة من الأسباب المغرية لأن تتسابق القنوات الخليجية للظفر بحقوق نقل الدوري السعودي، وكان منظر الجماهير المهيب أثناء لقاءات الدوري المحلي سبباً في أن تتنافس الشركات السعودية والخليجية على رعاية الأندية السعودية، فكان من المتوقع أن يسجل المدرج السعودي حضوراً قوياً في اللقاء الأول. لكن الأمور جاءت على عكس التوقعات والآمال فكان الحضور لا يعبر إطلاقاً عن قوة المدرج، حتى بعد أن أعلن القائمون على تنظيم البطولة فتح الأبواب مجاناً للجماهير فلم يستطع الجمهور أن يملأ الملعب كما كنا نراه في لقاءات الفرق السعودية، وكان آخرها لقاء الهلال في نهائي دوري أبطال آسيا، وكذلك جماهير النصر في مناسبات عدهة لفريقها. ضعف الحضور الجماهيري وعدم التفاعل مع المنتخب في مشاركته الحالية يعبر عن حالة التعصب غير المحمود الذي فتك بوحدة المنتخب من الناحية الجماهيرية فكان سبباً في أن ينحرف مسار المدرج من التشجيع والدعم والمؤازرة إلى النقاشات التي تنمي التعصب وتزيد الفرقة وعدم الاتحاد وراء المنتخب في مشواره ببطولة الخليج وكذلك في بطولة آسيا المقبلة. وللأسف أننا اليوم نجني نتاج التعصب الذي انتشر وتفشى بجسد الرياضة السعودية وبات يقودها إلى طريق مجهول والحديث عن المنتخب من دون الأندية التي تحظى بدعم جماهيرها على الدوام، ولن يكون علاج قلة الحضور الجماهيري لمباريات المنتخب فتح البوابات مجاناً أمام الجماهير فهذه الجماهير تحضر لأنديتها وتدفع قيمة التذكرة في لقاءات دورية لكن الخلل أبعد من جوانب مادية فالبعد عن حضور لقاءات المنتخب كان نتاج للتعصب الرياضي وعلاج، ذلك لن يكون أبداً في الدخول المجاني وإن كان واحداً من الحلول المؤقتة. لكن الحل الرئيسي أن تبذل الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتعاون مع وزارة الإعلام جهدها لإبعاد كل صوت يدعو إلى التعصب، ويسبب الفرقة والبعد عن دعم الوطن، ولا شك أن التعصب للأندية ومؤازرتها مطلوب في كرة القدم لكن التعصب ضد الأندية الأخرى والبحث عن أخطائها أمر لن يزيد الكرة السعودية إلا ضياعاً وفرقة أكبر. أخيراً فإن على الجماهير السعودية أن تثبت في اللقاءات المقبلة أنها رقم صعب، ويقع على عاتقها نجاح هذه البطولة وإظهارها في أجمل حلة أمام الوطن. الخليجي.