عندما شعرت الجماهير العمانية بحاجة منتخبها إلى المزيد من المساندة كي يتمكن من مواصلة مشواره في بطولة كأس الخليج التاسعة عشرة لكرة القدم (خليجي 19) لم تتأخر في تلبية النداء واحتشدت في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر لمؤازرة فريقها في مباراته أمام المنتخب العراقي. وبالفعل كان المنتخب العماني على مستوى آمال وطموح جماهيره وكشف عن وجهه الحقيقي حيث حقق فوزا ساحقا على نظيره العراقي بطل آسيا وتغلب عليه 4/صفر أمس الأربعاء في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول من "خليجي 19". وكانت المباراة الافتتاحية للبطولة والتي خاضها المنتخب العماني أمام نظيره الكويتي على الملعب نفسه وانتهت بالتعادل السلبي، شهدت شيئاً غريباً وهو عدم وجود الحضور الجماهيري المتوقع حيث خلت أماكن متفرقة في المدرجات. وظن الكثيرون أن ذلك ربما كان أحد الأسباب في تعادل الفريق سلبيا. وكان من بين الذين علقوا على ذلك حارس مرمى المنتخب العماني النجم علي الحبسي. وكان الحبسي المحترف بنادي بولتون الإنجليزي أبدى امتعاضه الشديد ازاء الغياب الجماهيري في مباراة الافتتاح وقال عقب المباراة إن الغياب الجماهيري ليس مبررا للتعادل ولكن كانت هناك مساحات شاغرة كبيرة في الاستاد "وأنا أحمل اللجنة المنظمة سبب غياب الجماهير عن اللقاء الأول، لأنها لم تتعامل مع الموضوع بجدية". وبعد الجولة الأولى من مباريات الدور الأول قررت اللجنة المنظمة لخليجي 19أن تكون مباريات كأس الخليج المتبقية بالمجان للجماهير الراغبة في الحضور لمساندة المنتخب العماني وبقية المنتخبات. وطالب عضو باللجنة المنظمة بأن تساعد الجماهير رجال الأمن في عملية تنظيم الدخول الى الاستاد. وبالفعل اختلفت الحال تماما في مباراة أول من أمس وامتلأ استاد مجمع السلطان قابوس الرياضي عن بكرة أبيه بالمشجعين الذين لم يتوقفوا عن الهتاف للفريق العماني طوال الوقت. وظهر تأثير المساندة الجماهيرية على أداء المنتخب العماني حيث قدم واحدة من أفضل مباريات البطولة الخليجية وحقق فوزا كبيرا لينعش آمال الجماهير في إحراز اللقب على أرضه. وتعلق الجماهير العمانية آمالا عريضة على منتخبها الذي وصل إلى الدور النهائي في "خليجي 17" و"خليجي 18" ولم يتمكن من إحراز اللقب في ايهما. أما عن الاحتفالات، فشتان بين حال الجماهير عقب مباراة الافتتاح وحالها عقب مباراة الأمس. فبمجرد انتهاء مباراة الافتتاح خلت الشوارع خلال دقائق وعم الصمت على طرقات عمان. وسرعان ما خيم الحزن على المشجعين بسبب البداية غير المطمئنة لمنتخبهم. ولكن بعد الفوز الساحق للمنتخب العماني على نظيره العراقي اختلفت الحال تماما فأطلق المشجعون العنان لاحتفالاتهم وشهدت شوارع العاصمة مسقط مظاهر الفرحة حتى الساعات الأولى من صباح الخميس. وأكثر ما لفت النظر في الجولتين الأولى والثانية من مباريات المجموعة الأولى هو الحماس الشديد لمشجعي المنتخب البحريني حيث كانت هتافاتهم تعلو فوق كل الهتافات وطغت أناشيدهم على كل الاصوات. كان ذلك في المباراة الأولى التي فازت فيها البحرين على العراق 1/3ثم جاء نفس الشيء في مباراة الاربعاء أمام المنتخب الكويتي رغم الهزيمة غير المتوقعة صفر/ 1.والمثير للدهشة أن هتافات مشجعي المنتخب البحريني لم تتوقف حتى بعد تخلفه بهدف أمام الكويت في الدقيقة 28، أما الجماهير الكويتية فكانت تتوقف عن هتافاتها لبعض الفترات ربما بسبب القلق الذي كان يسيطر عليهم بسبب الضغط الهجومي المتواصل للفريق البحريني.