لن يكون غروب شمس اليوم الخميس ال 13 من نوفمبر الجاري مثل كل يوم تغرب فيه الشمس ويقبل الليل، بل سيكون يوماً مختلفاً حين تضاء أنوار ملعب إستاد الملك فهد الدولي، وتفتح العاصمة الرياض قلبها لدول مجلس التعاون الخليجي الذين حطوا رحالهم منذ أيام استعداداً لبطولة كأس الخليج (خليجي 22) وستنطلق صافرة مباراة الافتتاح بعد نهاية أوبريت البطولة المعد مسبقاً، لتبدأ البطولة الوحيدة التي توحد القلوب وتجمع الصف وتشد من أواصر خليجنا المتحد. فمذ بدأت هذه البطولة في عام 1970م كانت بطولة جمع المتضادات حيث حدة التنافس، وقوة اللقاءات، ووحدة القلوب، وعدم التنافر والتباعد بين المنتخبات وكانت هذه هي السياسة التي رسمها الأمير خالد الفيصل لحظة إطلاق فكرة إنشاء البطولة بهدف جمع الشعب الخليجي في بطولة تنافسية غير عدائية، وكانت البحرين أول من عزز هذه الفكرة ورحبت بها وفتحت قلبها لأبناء الخليج وأعلنت أن المنامة تستضيف أول كأس خليجي شاركت به أربعة منتخبات فقط، وهي السعودية والكويتوقطروالبحرين، وحصدت لقبها الكويت وجاء منتخب البحرين ثانياً وتوالت البطولات الخليجية. ففي الدورة الثانية انضم منتخب الإمارات وفي الدورة التي أعقبتها انضم منتخب عمان إلى دائرة المنتخبات الخليجية وفي الدورة الرابعة انضم منتخب العراق وكان منتخب اليمن آخر الواصلين إلى قافلة كأس الخليج إذ انضم في عام 2003، ولن تكون هذه المرة الأولى التي تحتضن الرياض بطولة الخليج فقد سبق أن احتضنتها عام 1972م وشهدت مشاركة أربعة منتخبات إلى جانب السعودية وهي: الكويت، قطر، البحرين، الإمارات وحصد المنتخب الكويتي على لقب البطولة فيما جاء المنتخب الوطني وصيفاً والإماراتي ثالثاً، وفي عام 1988 استضافت الرياض مجدداً البطولة وشاركت بها جميع المنتخبات الخليجية عدا اليمن الذي لم ينضم إلى البطولة آنذاك وحصد منتخب العراق لقب البطولة، فيما جاء الإمارات في المركز الثاني والسعودية ثالثاً والبحرين رابعاً، وفي عام 2002 عاودت الرياض استضافت البطولة مجدداً ونجح المنتخب الوطني من تتويج نفسه بطلاً لكأس الخليج وحل قطر في الوصافة فيما جاء الكويت ثالثاً والبحريني في المركز الرابع. تعيش الرياض هذه الأيام ليالي من أجمل ليالها حيث يفد إليها أبناء الخليج من كل دول مجلس التعاون للاستمتاع بفعاليات البطولة ويرسم أبناء الخليج في سماء العاصمة السعودية لوحات من الحب والوفاء لكل من سبق له المشاركة الفعالة بوضع الحجر الأساس لبدء هذه البطولة التي أطلق عليها معظم الرياضيون أنها "مونديال الخليج"، وستتضاعف فرحة أبناء الوطن حين ينجح لاعبو المنتخب الوطني من تحقيق اللقب الخليجي وإعادة "الأخضر" إلى منصات التتويج بعد غياب طويل.