لا يشك من لديه ذرة عقل أن الإرهابيين بلغوا المنتهى في الحماقة ونقصان العقل، وإلاّ فكيف يفجرون أنفسهم في عباد الله الآمنين؟ وينتحرون ومصير المنتحر للنار وبئس المصير، وكيف ينساقون خلف كل ناعق وخبيث فيعيثون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين، إن مايقوم به الارهابيون في كل مكان في العالم هو الحماقة المتجسدة، وإن ادعوا الاسلام فهم أشد من يشوه صورة المسلمين ويقدمهم للعالم كالمجانين. إن تربية العقل في البيت والمدرسة وفوق المنابر ومن العلماء الأفاضل ذوي الكلمة المسموعة والفقه الصحيح للدين هو السبيل الأمثل للقضاء على الإرهاب من جذوره، وتجفيف منابعه، فالارهاب لا ينبع الا من الحماقة والجهل وقلة العقل، لأن الحماقة هي فساد الرأي والتصور والإقدام على أمور خطيرة لا يعي الأحمق خطرها الكبير وشرها المستطير فهو كمن زُيِّن له سوء عمله فرآه حسنا.. وتربية العقل تبدأ من الأسرة أولاً، يُعلِّم الأهل أولادهم منذ الصغر الحكمة وحسن التصرف ووضع الأشياء في موضعها والتمييز بين الخير والشر، بل بين أفضل الخيرين وأقل الشرين، مع تحصينهم الذاتي بمبادئ الإسلام السمح الذي يحض على العقل والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.. إن المملكة قد بذلت أكثر الجهود في العالم للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعة ونجحت والحمد لله، ولا زلنا ننتظر من علمائنا الأجلاء وخطبائنا ومدارسنا ووسائل الإعلام كافة مايربي عقول الناشئة على الحق والخير والحب ويبعد عنهم الحماقة والشر والجهل، فإن الحماقة من أسوأ الأمراض الاجتماعية، والعرب تقول (عدو عاقل خير من صديق أحمق، لأن الأحمق يريد أن ينفعك فيضرك) والإرهابيون تعدوا حدود الحماقة وانعدام العقل والإنسانية وإنما يعود ذلك بالدرجة الأولى لسوء التربية وبلادة العقل الفارغ القابل لكل تحريض وغسيل مخ.