ملف العولمة يُفتح للنقاش من جديد، بصحبة الكاتب والروائي المصري الدكتور يوسف زيدان، والإعلامي السوري الدكتور رياض نعسان آغا والصحافي جاستن ماروزي، في أمسية أقيمت مساء الاثنين تحت عنوان (العولمة في بعدها الثقافي والحضاري) ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي في الشارقة. الليلة العولمية، بدأت مع الأديب المصري الذي استعاد نقاشاً افتتحه المثقفون المصريون منذ مطلع التسعينيات حول العولمة، مؤكداً أنه أياً كان موقف العولمة فلا يصح إنكارها، مشيراً إلى أن "داعش" تعتبر نموذجاً للوقوف ضد العولمة، ورأى صاحب رواية (عزازيل) أن العرب جميعاً يدفعون الثمن غالياً "بسبب تجاهل الواقع الذي أدت إليه ثورة الاتصالات وتداخلات المصالح المتشابكة بين الدول والتسويات الكثيرة والاتفاقيات المعلنة والسرية بينما التوحيد القياسي يغلق العالم كله بغلاف واحد، حتى أننا كثيراً ما نعجز بدقائق عن التمييز بين فندق زجاجي وآخر؛ حيث تشابهت المباني واشتبهت الأفكار والعرب في غيهم يعمهون ويضنون، على مستوى القاعدة العريضة، إنهم وحدهم من يعيش في هذا الكون ولا يستطيع الغالبية منهم أن يراعي أن هناك أحكاماً كونية تمت، قبلتها أم لم تقبلها فإنها واقع ماثل أمامك في برامج الكمبيروتر وممتد في العمارة ونظم التفكير والآداب.. إلخ". أما آغا، فأشار إلى أن العولمة ليست سؤالاً تطرحه على الناس وتنتظر أن يعجب هذا أو لا يعجب ذاك بل هي قدرنا، مستعيداً ذكريات التحول في الإعلام العربي ودخول الكهرباء وثم التلفزيون الذي عمل فيه منذ ستينيات القرن العشرين إلى مرحلة دخول الفضائيات والعولمة الإعلامية، وكشف آغا أن في تلك المرحلة (التسعينيات) كان خوف العرب من العرب أكثر من خوفهم من الغرب، وكان سبب الخوف على حد قول الوزير السوري السابق: يعود للخوف من امتزاج الثقافات، مشيراً إلى أن الخوف من العولمة لم يكن فقط هاجساً عربياً بل كان أيضاً هاجساً أوربياً مذكراً بموقف المثقفين الفرنسيين من العولمة والتحذير من دخول البضائع ونمط الحياة الأمريكية (الهامبرغر). أما الصحافي جوستن ماروزي فاختار الحديث عن تجربة الخليفة المأمون والدولة الإسلامية زمن الخلافة العباسية، في ترجمة الثقافات الأخرى وتحويل بغداد إلى عاصمة عالمية، مؤكداً أن سبب هذه العالمية هو أنها تحولت إلى قوة اقتصادية وسياسية كبرى في ذلك الزمن، ودعا جوستن من يسمون نفسهم بالدولة الإسلامية، اليوم (داعش) أن يعودوا إلى المدارس ويقرؤوا تاريخ الحضارة الإسلامية ليعرفوا كيف كانت الدولة الإسلامية ذلك الوقت. من جهته رفض الروائي يوسف زيدان اعتبار دولة الخلافة الإسلامية زمن المأمون كنوع من العولمة، معتبراً أن العوملة هي نوع من التنميط وهي مرتبطة بالقرن العشرين، وفي ختام الأمسية، علق الروائي المصري إبراهيم عبدالمجيد، مختتماً الليلة الثقافية، بأن موضوع العولمة "قديم.. بل وانتهى الحوار فيه بانتصار العولمة".