هزت جريمة "الدالوة" أرجاء الوطن كافة، وعبر جميع أطياف المجتمع السعودي عن سخطه وألمه لما حدث لمواطنين سعوديين أبرياء من قبل أشخاص معتدين ارتكبوا جريمة نكراء. هؤلاء من مثيري الفتن ويحسدون بلدا ينعم بالأمن والاستقرار تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين "حفظه الله" واختاروا منطقة آمنة كمثل مناطق المملكة الأخرى ولكنها ليست بمنأى عن رجال الأمن المخلصين والقيادة الحكيمة وذلك عندما استنفرت الأجهزة الأمنية مباشرة بعد الحادث ووقفت بكل حزم واقتدار وبفترة قياسية وفي عمليات أمنية متزامنة تم تنفيذها في محافظة شقراء بمنطقة الرياض ومحافظتي الاحساء والخبر بالمنطقة الشرقية تم القبض على كثير ممن لهم علاقة بالجريمة الإرهابية. جرح الاحساء الأخير والذي سالت على أرضه دماء الأبرياء لن يؤثر في النسيج الاجتماعي خصوصاً في الاحساء والتي تمثل ولا زالت تلاحم أبناء الوطن الواحد الملتفين تحت قيادة حكيمة وضعت على رأس أولوياتها المواطن وما يصبو إليه، فسلامة الوطن والمواطن وأمنه هي الهاجس الأكبر للحكومة الرشيدة. الفتنة الطائفية لا وجود لها عندنا لا في الماضي أو الحاضر وحتى المستقبل بإذن الله تعالى. وإن كان ما اقترفه هؤلاء المجرمون داخل هذه الواحة المسالمة والذي كان عنوانها دائماً وأبداً "واحة التعايش السلمي" فمنذ قرون طويلة والاحساء تشهد عمقاً مميزاً في التعايش وقوة العلاقة بين كافة طوائفها منذ أجدادهم وحتى آبائهم، هم كانوا ولا زالوا يحترمون أنفسهم قبل غيرهم، ويحبون الخير للجميع. ولتظل الاحساء مدينة النخيل شامخة بعزها وكبريائها وقدرة رجالها المخلصين وتغليبهم العقل على المضي قدماً والذهاب بعيداً نحو مزيد من التكاتف والتلاحم والصفاء فيما بينهم لتظل كما كانت علامة فارقة في وطننا الكبير. "وحسانا فله".