لم يكن المشرف العام على المنتخبات السعودية عبدالرزاق أبو داود موفقاً وهو يعلن عن عقوبة المهاجم مختار فلاتة في وسائل الإعلام بعد حضوره للمعسكر بلبس مخالف للعادات والتقاليد على حد وصفه، فذلك الإعلان تسبب في أزمة بين إدارة المنتخب وإدارة نادي الاتحاد وهو ما من شأنه أن يؤثر سلبياً على اللاعب الذي سيعتمد عليه المدرب الأسباني لوبيز كارو في كأس الخليج، فالقصة لم تنته عند إعلان العقوبة بل ان إدارة الاتحاد أصدرت بياناً صحافياً استنكرت فيه التشهير باللاعب لاسيما وأنه من أكثر اللاعبين انضباطاً، وزاد أبو داود الطين بله عندما رد على البيان الاتحادي ووصفه بوصف غير لائق أبداً عندما قال بأنه "تدخل سافر" فهذا الوصف في غير محله أبداً والعلاقة بين إدارة المنتخب وإدارات الأندية أكبر منه ومجرد التفكير في استخدامه يعتبر خطأ فادحا. من حق إدارة المنتخب السعودي أن تطبق اللائحة ضد أي لاعب ترى بأنه أخطأ وهو يرتدي شعار الأخضر السعودي دون حتى أن تبرر قرارها لأحد، لكن ماالفائدة من إعلان ذلك في وسائل الإعلام والتشهير باللاعب؟، هل بحث أبو داود عن فرد العضلات أمام الجميع حتى يشيدوا به ويصفوه بالصارم على حساب أحد نجوم المنتخب؟، القرار المعلن سيؤثر سلبياً على فلاتة خلال مشاركته الحالية فاللاعب في الأخير بشر يتأثر بما يدور حوله، وأبو داود الذي يمتلك خبرة رياضية جعلته يتقلد مناصب عدة ارتكب خطأ لا يصدر من إداري مبتدئ، ونتساءل لو أنه كان إداريا في أحد الأندية هل سيفعل ذلك ويُشهر بعقوبة اللاعب في الاعلام أم انه سيظهر فيه ويؤكد بأن هذا أمر داخلي ولا يمكن للإدارة نشر الغسيل، ثم بأي حق يستنكر المشرف العام تدخل إدارة الاتحاد ويصل به الحال إلى وصف تدخلها بالسافر، أليس من أبسط حقوقها أن تحمي لاعبها الذي جلبته وصرفت عليه عشرات الملايين. الشبابيون انتقدوا لوبيز والإدارة.. فأين أبو داود عنهم؟ إدارات الأندية ينبغي أن تُعامل من إدارة المنتخب بطريقة أفضل وأن يكون هنالك تعاون بين الطرفين حتى تنعكس الفائدة على اللاعبين الذين تركوا تلك الأندية لخدمة منتخب بلادهم، فليس من المعقول أن يضيع رئيس النادي جُل وقته لخدمته متطوعاً من دون مقابل بل يصرف عليه الملايين ويصطدم مستقبلاً بإداري للمنتخب يستنكر دفاعه عن لاعبه ويقول له "مو شغلك"!. رئيس الشباب الأمير خالد بن سعد ظهر قبل فترة قصيرة اعلامياً وخلال تواجد عبدالرزاق ابو داود وانتقد مدرب المنتخب السعودي لوبيز وإدارة المنتخب، وكان له حديث اعلامي قوي بسبب إشراك مدافع الشباب حسن معاذ في مباراتين وديتين خلال أيام قليلة مما تسبب في إصابته بتمزق عضلي، وكانت انتقادات الرئيس الشبابي في محلها وكان استنكاره على حق كونهما لم يحميا لاعبه لذلك تدخل وتحدث اعلامياً ورفع شكوى لاتحاد القدم إلا أن ابو داود لم يتجرأ على الرد عليه مثلما فعل مع إدارة الاتحاد وهو ما يترك لنا علامات استفهام وتعجب عريضة حول آلية تعامل أبو داود مع إدارات الأندية ورؤسائها. وإذا ماعدنا بالذاكرة للوراء وبالتحديد قضية حارس النصر عبدالله العنزي ولوبيز كارو عندما استبعد الأخير العنزي من التشكيلة وعلل ذلك بعدم رغبة اللاعب في ارتداء شعار المنتخب بدليل أنه لم يبرر له حتى يوم المؤتمر الذي تحدث فيه أسباب تأخره وغيابه عن الحضور للمعسكر، عندما خرج لنا صوت "نصراوي" رسمي من داخل الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلا في سلمان القريني ودافع عن العنزي وكذّب المدرب، عندها لم نسمع من إداريي المنتخب من يستنكر تدخل القريني أو حتى ينتقده بالرغم من أنه لا يمثل النصر بأي صفة رسمية أبداً. العدالة والمساواة بين الأندية لابد أن تكونا حاضرتين من قبل إدارة المنتخب السعودي والقائمين عليه، فالجميع يعمل من أجل أن يعود منتخبنا لسابق عهده، ومثل هذه الصراعات التي حدثت بين إدارة منتخبنا وإدارة الاتحاد تخلق شوشرة على اللاعبين وليست من مصلحة الأخضر وهو الذي تنتظره مهمة رسمية بعد أيام، الحكمة مطلوبة من قبل عبدالرزاق ابو داود لاسيما وأنه يمتلك الخبرة الإدارية الكافية لخلق بيئة عمل صحية وتحفز على النجاح، ماحدث نتمنى ونأمل أن يكون درسا له يستفيد منه مستقبلاً، فالمكابرة لن تفيد أبداً ومن شأنها أن تزيد من الفجوة بينه والاتحاديين بل انها قد تؤثر على علاقته ببقية إدارات الأندية، الجميع يخطئ لكن الاعتراف بذلك هو الخطوة الأولى في الاستفادة من الخطأ، وإن أصر ابو داود على موقفه فلابد من تدخل مسؤولي اتحاد القدم لأن مصلحة منتخبنا هي الأهم، كأس الخليج من البطولات الحساسة والتي تحتاج للحنكة والحكمة وهي بحاجة لتعامل خاص من إداريي المنتخب في تهيئة اللاعبين. المهاجم مختار فلاتة يمثل قيمة فنية كبيرة في صفوف منتخبنا، ونأمل أن يتجاوز ماحدث والا يقف عند العقوبة التي تعرض لها وأعلنت على الملأ، فاللاعبون معرضون لمثل هذه الظروف، ومختار من الأسماء القادرة على وضع كل ذلك جانباً والتركيز على خدمة الأخضر السعودي وشعاره، وثقتنا فيه كبيرة. مختار فلاتة