قال الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء إنه من المبكر جدا القول ان كان الائتلاف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة بصدد الانتصار في معركته ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سورية والعراق. وقال اوباما متحدثا للصحافيين في اعقاب الفوز الساحق للجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية الرئاسية "اعتقد بان الوقت مبكر جدا للقول ما اذا كنا ننتصر لانه كما سبق واعلنت عند بدء الحملة ضد الدولة الاسلامية، ستكون هذه خطة بعيدة الامد". وحذر اوباما الذي وافق في اب/اغسطس على عملية عسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق قبل ان يوسع حملة الضربات الجوية في الشهر التالي الى سورية، بان العملية العسكرية ضد المتطرفين ستكون طويلة. واتهمت ادارة اوباما بالاخفاق في استراتيجيتها للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية الذي فاجأ العالم بشنه هجوما كاسحا احتل خلاله مناطق شاسعة من جانب الحدود بين العراق وسورية. وشدد اوباما على ان العنصر الاساسي للقضاء على المتطرفين في العراق يكمن في تعزيز الحكومة وقوات الامن العراقية. وقال ان الائتلاف الذي تقوده الولاياتالمتحدة يسعى "لتعزيز الحكومة العراقية وتعزيز قواتها الامنية والتثبت من ان لديها القدرة بدعم من تغطيتنا الجوية على شن عملية برية تطرد (الدولة الاسلامية) من المناطق التي استولى عليها". واضاف ان الائتلاف "على الارض يؤمن التدريب والتجهيزات والامدادات التي يحتاج اليها العراقيون لخوض القتال من اجل اراضيهم". وفي سورية حذر اوباما من ان التصدي لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية سيكون اصعب لعدم وجود قوة ثالثة واضحة يمكن ان تواجههم على الارض، مستبعدا ارسال قوات برية الى هذا البلد. وقال اوباما "هناك صعوبة خصوصا لجهة ايجاد معارضة معتدلة في سورية يمكن ان تعمل كشريك معنا على الارض، كان هذا على الدوام اصعب مرحلة في انجاز المهمة". واضاف "هناك الكثير من المجموعات المعارضة في سورية من جميع التوجهات، من المتطرفين الراديكاليين المعادين لنا الى معارضين يؤمنون في ديموقراطية جامعة لكل الجهات، وما بينهما. وهي تتناحر فيما بينها". وقال "ما نحاول القيام به هو ايجاد مجموعة رئيسية يمكننا التعامل معها والوثوق بها والتثبت منها، يمكن ان تساهم في استعادة السيطرة على الاراضي من تنظيم الدولة الاسلامية وان تكون في نهاية المطاف طرفا مسؤولا يجلس الى الطاولة في حال حصول مفاوضات سياسية في المستقبل". واوضح انه سيتوجه الى الكونغرس الجديد من اجل تحديد ابعاد المهمة الاميركية. وقال ايضا ان "موافقة الكونغرس ستعكس ما نراه ليس كاستراتيجية لشهرين او ثلاثة اشهر ولكن استراتيجية طويلة الامد". واشار الى ان قائد القيادة الوسطى التي تشمل اسيا الشرقية والشرق الاوسط الجنرال لويد اوستن سوف يقدم استراتيجيته الجمعة. وقال إنه يسعى للحصول على تفويض جديد من الكونغرس في الأسابيع القليلة المقبلة للحملة العسكرية الأمريكية ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية متخذا نهجا جديدا للحصول على دعم الكونغرس للقتال. وأدلى أوباما بهذا الاعلان في مؤتمر صحافي بعد أن تعرض حزبه الديمقراطي لخسارة كبيرة في انتخابات التجديد النصفي يوم الثلاثاء والتي اسفرت عن هيمنة الجمهوريين على مجلس الشيوخ. وقال أوباما "العالم يحتاج أن يعرف اننا متحدون وراء هذا الجهد وان افراد جيشنا من الرجال والنساء يستحقون دعما واضحا وموحدا." وتقول الإدارة الامريكية منذ بدء الحملة في أغسطس /آب ان لديها التفويض للتحرك ضد الدولة الإسلامية في العراق وسورية بموجب تفويضات من الكونغرس أقرت بعد هجمات 11 سبتمبر /أيلول 2001 على أمريكا وقبل غزو العراق عام 2003. وقال أوباما "لدينا الآن عدو من نوع مختلف. الاستراتيجية مختلفة ويجب تنظيم الشراكة مع العراق ودول الخليج الاخرى والتحالف الدولي بشكل مختلف." وأضاف أن الأمر يحتاج إلى تفويض جديد لاستخدام القوة العسكرية ليعبر على ان هذه "ليست استراتيجيتنا خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة فحسب لكنها استراتيجيتنا في المستقبل." وتابع انه سيبحث الأمر مع الزعماء الديمقراطيين والجمهوريين في اجتماع في البيت الأبيض اليوم الجمعة. وقال بعض الاعضاء من الحزبين ان الامر يحتاج إلى تفويض جديد من الكونغرس ليشمل الحملة الجوية ضد متشددي الدولة الإسلامية وفرق المستشارين العسكريين التي ارسلت إلى العراق للمساعدة في اعادة بناء القوات المسلحة العراقية.