قال الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة المصرية تواجه تحديات جديدة، تستهدف وجودها ذاته، وتسعى إلى زعزعة الثقة في قدرة أجهزتها على التصدي لهذه التحديات بهدف شق الصف وإضعاف إرادة المواطنين وإرهاق الدولة المصرية واستنزاف مواردها. و شدد السيسي خلال لقائه امس المجلس الأعلى للشرطة برئاسة وزير الداخلية محمد إبراهيم على ضرورة تفعيل الاستراتيجيات الأمنية الجديدة التي تتناسب مع هذه التحديات، فضلاً عن دعم وتكثيف التنسيق بين مختلف الأجهزة المعنية، ليس فقط لمواجهة تلك التحديات ولكن أيضاً للحيلولة دون تكرارها، كما أولى الرئيس أهمية كبرى لتنظيم البرامج التدريبية الدورية لرجال الشرطة وتوفير المعدات اللازمة، بهدف رفع كفاءتهم ومهاراتهم العملية، بما يتناسب مع الأعباء الجسيمة والتحديات المستجدة. وفى هذا الصدد أكد السيسي على تنفيذ القانون بمنتهى الصرامة والدقة وعلى الجميع، واتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها أن تشعر المواطنين بالطمأنينة والأمن في الشارع المصري. ووجه الرئيس السيسي بدراسة إقامة دوائر خاصة بالمرور في المحاكم المصرية، وذلك بالتنسيق مع وزارة العدل و النائب العام، حتى يمكن إصدار عقوبات مشددة وسريعة ضد كل من يخالف قوانين المرور، فضلا عن أهمية تغليظ العقوبات المفروضة على المخالفين. كما وجه بالتوسع في تقديم خدمات أخرى مُمَيْكنة الكترونياً للمواطنين للقضاء على مشكلة التكدس التي يعاني منها المواطنون لإنجاز مصالحهم. الى ذلك اصيبت امراة بجروح امس لدى انفجار قنبلة على مسافة مئة متر من قصر القبة الرئاسي في القاهرة، على ما افاد مسؤولون امنيون، بعد ساعات على اعتداء مماثل في الدلتا ادى الى مقتل 4 اشخاص بينهم شرطيان. وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية هاني عبد اللطيف ان المراة "اصيبت بجروح سطحية سببها انفجار عبوة بدائية الصنع"، موضحا ان الانفجار وقع تحت احد الجسور. وقال التلفزيون الرسمي ان الانفجار استهدف نقطة امنية اسفل الجسر المواجه للقصر. ويستخدم الرئيس عبد الفتاح السيسي قصر القبة الرئاسي الذي استهدفه الانفجار والواقع بشمال شرق القاهرة في مناسبات محددة. وشهد هذا القصر في حزيران/يونيو الماضي حفل تنصيب السيسي كرئيس للبلاد، كما يستخدم القصر في احيان كثيرة لاستضافة كبار ضيوف رئاسة الجمهورية في مصر كان اخرهم الرئيس السوداني عمر البشير الذي زار مصر في تشرين الاول/اكتوبر الفائت. وفي 30 حزيران/يونيو الفائت، قتل ضابطا شرطة برتبة عقيد ومقدم في انفجارين يفصل بينهما نحو ساعة اثناء تفكيك قنبلتين امام قصر الاتحادية الرئاسي شرق القاهرة والذي يستخدمه السيسي بشكل يومي. ومساء الاربعاء انفجرت عبوة داخل عربة قطار في محافظة المنوفية بدلتا النيل مما ادى الى مقتل اثنين من الشرطة كانا يعاينان جسما غريبا بينما القطار متوقف فيما اصيب نحو 9 اخرين، وفق ما افاد مسؤولون من الصحة والامن. لكن هناء سرور وكيلة وزارة الصحة في المنوفية افادت صباح امس ان "حصيلة انفجار منوف ارتفعت لاربعة قتلى هم شرطيان ومدنيان بالاضافة الى 9 جرحى اصاباتهم بسيطة". وبعد بضع ساعات من انفجار منوف اصيب ثلاثة اشخاص بجروح عند انفجار عبوة في عربة احد قطارات مترو الانفاق في منطقة المرج شمال العاصمة، بحسب مسؤولين امنيين. وانفجار الامس هو الخامس الذي يقع في القاهرة خلال الشهرين الاخيرين. والسبت الماضي، اصيب ثلاثة اشخاص بجروح بسيطة في القاهرة اثر انفجار قنبلة ضعيفة تحت احد الجسور. ففي 15 تشرين الاول/اكتوبر الجاري انفجرت عبوة ناسفة في وسط القاهرة في منطقة تزدحم عادة بالمارة ما ادى الى اصابة 13 شخصا بجروح. وفي 21 ايلول/سبتمبر الماضي قتلت قنبلة شرطيين امام مقر وزارة الخارجية المصرية. واعلنت جماعة (اجناد مصر) مسؤوليتها عن هذا التفجير. وفي 22 تشرين الاول/اكتوبر الماضي وقع انفجار امام جامعة القاهرة وادى الى اصابة عشرة اشخاص هم ستة من رجال الشرطة واربعة مدنيين. واعلنت جماعة اجناد مصر مسؤوليته عن التفجير الاخير. وسبق ان تبنى التنظيم نفسه هجوما وقع في ذات المكان امام جامعة القاهرة في نيسان/ابريل الماضي. ومنذ ان عزل الجيش محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو 2013 تشهد مصر سلسلة من الاعتداءات تتبنى معظمها جماعات متطرفة وتكفيرية تؤكد انها تنفذها ردا على القمع الدامي الذي استهدف انصار مرسي. وقتل 30 جنديا في 24 تشرين الاول/اكتوبر في عملية انتحارية ضد حاجز امني في منطقة الشيخ زويد شرق العريش في اسوأ هجوم ضد الجيش منذ الاطاحة بمرسي في تموز/يوليو 2013. ومنذ ذلك الهجوم، يشن الجيش المصري هجمات متواصلة في شمال سيناء ضد تجمعات لللمتشددين المسلحين كما ارسل تعزيزات عسكرية الى هذه المنطقة المضطربة. في ذات الاطارأكد مصدر أمني مصري مسئول أمس وجود تنسيق أمني مع الجانب الإسرائيلي للدفع بأعداد إضافية إلى شبه جزيرة سيناء احتراما لاتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل التي تسمح بدخول قوات مصرية إلى سيناء بعد التنسيق مع إسرائيل. وأكد المصدر الأمني في تصريح صحفي أن الإجراءات التي تتخذها الأجهزة المعنية المصرية داخل سيناء على الأرض المصرية تهدف جميعها إلى تحقيق الأمن والاستقرار داخل الأراضي المصرية وعلى الحدود المشتركة مع الجانب الآخر . وقال المصدر الأمني إن إسرائيل لم تعترض على دخول قوات إضافية من الجيش إلى سيناء ، مؤكدا أن إسرائيل وافقت على نشر القوات حتى تتم القوات مهمتها بنجاح في سيناء. ورفض المصدر الأمني الكشف عبر وسائل الإعلام عن أعداد القوات المصرية في شبة جزيرة سيناء ، وقال " هذا لا يفيد الإعلام في شيء".