يوم حزين على الكرة السعودية ومحبي نادي الهلال، خرجت جماهيره الكبيرة التي سجلت حضورا لافتا آملةً في مشاهدة "الأزرق" متوجا بلقب دوري أبطال آسيا لأول مرة في تاريخه بنسخته الجديدة والمشاركة في بطولة أندية العالم الحلم الذي ظل عصيّاً طوال سنوات مضت، في وقت لا تزال جماهير النصر والاتحاد تفخر بتأهل فريقيهما لمونديال الأندية ما شكل ضغوطا مستمرة على الهلاليين، الأسبوع الذي سبق يوم إياب نهائي دوري أبطال آسيا سيطر "الزعيم" على حديث المجالس، ومواقع التواصل الاجتماعي وكان السبت ومنذ وقت الظهيرة مختلفا بامتلاء المدرجات قبل خمس ساعات من موعد المواجهة، التوقعات بفوز الهلال من داخل السعودية وخارجها فاقت هزيمته، لم يكن مردّ ذلك النتيجة التي آلت إليها مباراة الذهاب بالخسارة صفر - 1 خارج الأرض؛ فقد اتضح أنها كانت هدفا للمدرب الأسترالي توني بوبوفيتش؛ بل مردّه ما قدمه لاعبو الهلال في أستراليا، وبدايتهم اللافتة وسيطرتهم المطلقة والفرص التي أهدروها، ولو لم يكن للحارس العملاق أنتي كوفيتش حضور مميز بوقوفه سدا منيعا أمام الفرص السعودية؛ لكانت الأمور حسمت منذ مواجه ملعب بارامات. تصريحات المدرب الروماني ريجيكامب بالزّي السعودي تضمنت عبارات محددة هدف من ورائها لتعزيز ثقة اللاعبين في أنفسهم وشحذ همم الجماهير التي حضرت من كل مكان، ربما لم يوفق في وصف ويسترن سدني بالفريق الصغير غير أنه قدم فريقا سيطر على المباراة، هاجم باستمرار، صنع لاعبوه فرص تسجيل محققة افتقدت مرة للنهاية السليمة، وفي أخرى تألق الحارس الأسترالي في التصدي لها، ويبقى عامل الحظ المعاند الأكبر للهلال في هذه البطولة حاضرا بقوة، يؤكده ما شاهدناه من فرص تسجيل في المباراتين وطريقة إهدارها رغم الأوضاع السهلة التي كان عليها المهاجمون، وأظن أن من مظاهر سوء الحظ أن لا يوفق حكم المباراة في اتخاذ قرارات من شأنها أن تحسم مباراة، كان للهلال ركلتا جزاء واضحتين، لو أقرّ الياباني واحدة منهما لكان الوضع مختلفا، يعاني "الأزرق" من هبوط مستويات عدد من اللاعبين في مقدمتهم البرازيلي نيفيز، وخذل الشمراني جماهيره في الموقعة الأهم باستسلامه للدفاعات الأسترالية، ولم يجد مدربه من يعول عليه في دكة البدلاء لتغيير نتيجة، وهذا ما يحتاج إليه مستقبلا، كانوا قريبين من اللقب رغم أن هلال ريجي كامب أضعف من هلال غريتس وكوزمين. كانت خسارة بمجموع المباراتين مؤلمة لكنها مشرفة، من الأهمية بمكان أن يستفيد الهلال وكل من تابعه من تعامل ويسترن سيدني مع المباراتين، وكيف قاد حارسه العملاق ودفاعه إلى لقب أقوى البطولات الآسيوية، وسيكون ممثلا للقارة في كأس العالم للأندية، سيكون من الضرورة إعادة النظر في مجاملة لاعبين تجاوزهم الزمن، وتقوية دكة البدلاء، الخروج المرّ وإن تكرر يبقى درسا جديدا، هي كرة القدم التي لا يكون النصر ولا الذهب دائما للفريق الأفضل.