يحتل الشعر في سينما إيليا سليمان مكانة خاصة بل ويعتمد عليه في كثير من الأحيان للبحث عن فضاء أرحب حيث الحلم والأمل. وقال المخرج الفلسطيني في ندوة على هامش الدورة العشرين لمهرجان سينما المؤلف التي أقيمت في مدينة الرباط المغربية "انطلاقاتنا السينمائية يجب أن تكون من الشعر لكي نبقي على الأمل ونصنع مكاناً رحباً نعيش فيه". وسليمان مخرج فلسطيني أثار كثيراً من الجدل واستطاع أن يفرض أسلوبه الخاص في السينما حيث فاز فيلمه (يد إلهية) في عام 2002 بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان وأفضل فيلم اجنبي في جوائز الأفلام الأوروبية في روما. وهو من خلال أفلامه يبحث عن الذات إذ قال "كل مرة اعمل فيلما أطرح أسئلة وجودية: لماذا أنا هنا؟ كيف أصبحت هكذا؟ كيف مر الزمن؟".. مضيفاً: "سابقاً عندما كنت أنوي صنع فيلم أتحمس كثيراً وكأنني سأغير الكون.. أما الآن فأصبحت أطرح اسئلة من نوع ماذا يجب أن اثبث؟ كيف اعطي صورة اقرب إلى المجرد؟ لم يعد عندي طموح.. بل صرت أكره الطموح". وقال "أفلامي لا علاقة لها بأفلام الهوية والحدود.. أنا لا أعمل أفلاما عن فلسطين فقط.. بل أفلاما عابرة للحدود". مشيراً إلى أن "السينما هي المكان الذي أشعر فيه بأنني أخلق فيه الأمل لتغيير الوضع الراهن". وأضاف سليمان أن فلسطين في افلامه "هي نموذج لما يحدث في كل العالم. أظن اليوم أن فلسطين موجودة في كل العالم". موجهاً انتقاده للسينما في العالم العربي لأنها "تتطلع إلى الأماكن والمحلية". إيليا سليمان يذكر أن سليمان "54 عاماً" ولد في بلدة الناصرة الفلسطينية وهاجر إلى لندن ثم فرنسا قبل أن يهاجر في عام 1982 إلى نيوورك حيث مكث 12 عاماً. وفي عام 1990 أخرج فيلمه الأول "مقدمة لنهاية جدال" وفي 1991 اخرج فيلم "تكريم بالقتل" وحصل على العديد من الجوائز. وفي عام 1996 اخرج أول أفلامه الطويلة "سجل اختفاء" وفي 2002 اخرج "يد إلهية". وفي إشارة إلى أنه لم ينهل تجربته من السينما يقول سليمان "لم تكن لدي ثقافة سينمائية.. لكن في كثير من الأحيان نسجت أفلامي من الصور التي شكلتها من الكتب.. تعاملت مع السينما صدفة.. التجربة جاءت من شيء بداخلي كان يحب أن يخرج". وقال إنه لم يتأثر بالسينما العربية لكنه عبر عن تأثره ببعض المخرجين الآسيويين كأمثال المخرج الياباني أوزو حيث لاحظ أن "الغربة عنده تشبه كثيراً الغربة عند أشخاص في بلدي". وعن السخرية المعروفة في أفلامه يقول سليمان "الناس لم يفهموا لماذا أسخر في أفلامي.. النكتة والفكاهة عندي نوع من محاولة التأقلم مع الحياة". مضيفاً أن "هذه الحرب طويلة الأمد مع المحتل تفرض علي -كنوع من المواساة- أن أسخر وأشمت من الاحتلال وهذا يشعرني بشيء من المتعة".