يواصل الكثير من أهالي منطقة الباحة مزاولة مهنتهم القديمة في النجارة التي لا تزال منتجاتها الخشبية الطبيعية تستهوي الكثير من أهالي المنطقة على الرغم من أن الأسواق المحلية تعج بالكثير من الصناعات الحديثة التي تستورد معظمها من خارج المملكة. العم عبدالله بن قذان الغامدي ذي ال 80 خريفًا، يزاول هذه المهنة التقليدية في صناعة الأدوات الخشبية في دكانه العامر بالسوق الشعبي في محافظة بلجرشي، مبينًا أنها مهنة كان يستخدمها الآباء والأجداد في الماضي، وساعدته في مزاولة مهنة النحت والزخرفة على الأبواب والنوافذ الخشبية التي تجد طلبًا كبيرًا من أبناء هذا العصر لتزيين منازلهم بها. وبحسب العم عبدالله، فإن مهنة النجارة شكلت له مصدر رزق كريم، وهواية عشقها على مدى 50 عامًا من حياته، فهو يقضي معظم وقته في صناعة "الصحاف" وهي الأطباق التي تستخدم في أكلة العيش الشعبية في الباحة، وكذا صناعة العصي الخاصة بالمسحاة، والفأس، والعكاز، وصناديق طيور الحمام، ومجرفة البن الخشبية، والمباخر، إلى جانب قيامه مؤخراً بصناعة الخزائن وتطعيمها بالزجاج الملوّن. وعدّد العم عبدالله في هذا السياق أبرز الأدوات التي كانت تُستخدم في هذا المجال، المتضمنة "المنقش" الذي يُستخدم للزخرفة، و"القدوم" لإزالة القشرة الخارجية للأشجار، و"المنقار" لعمل الأخرام، مشيراً إلى أنه لم يعد يمارس هذه الصناعات منذ عشرات السنين نظراً لقلة الطلب عليها، مكتفياً ببيع المنتجات الصغيرة التي تجد رواجاً كبيراً بين الزوار وتحقق دخلا ماديا ما بين ال 3000 - 4000 ريال شهرياً. ورأى أن منتجات النقش على الخشب والتحف الخشبية التي تزين بها المتاحف العالمية والعديد من المساجد والمدارس والقصور والمنازل الأثرية، فرصة تاريخية لإحياء فن النجارة الذي أثبت جدارته الفنية والاقتصادية، مؤكداً أن النقش على الخشب بأنواعه الهندسية المختلفة التي تتراوح بين البساطة والعشوائية غير المتكررة والزخرفة الإبداعية الراقية والأصيلة، يمثل ارتباطاً وثيقاً بين الأجيال خاصةً ممن يأخذهم الحنين للماضي العميق بحياته العريقة. نماذج من النجارة القديمة في الباحة إقبال على الأعمال الأصلية رغم الصناعة الحديثة