سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سلطان بن سلمان: البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة .. مشاريع قائمة ومستقبلية لحماية الطابع العمراني الأصيل للمساجد التاريخية تبناه خادم الحرمين .. والراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز
يمثل البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة أحد أبرز البرامج القائمة والفاعلة في حماية التراث العمراني؛ من خلال ما يشهده من مشاريع يجري تنفيذها حاليا في مختلف مناطق المملكة بهدف الحفاظ على المساجد التاريخية؛ نظراً لمكانتها العظيمة في الدين الإسلامي الحنيف، لتميز طابعها المعماري الأصيل؛ إضافة إلى كونها أحد أهم معالم التراث العمراني في المملكة. الشؤون الإسلامية رصدت 541 مسجداً تاريخياً في المملكة وتبنى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، مؤسس ورئيس مؤسسة التراث الخيرية البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة في إطار اهتمام سموه بكل ما له صلة بخدمة بيوت الله والتراث العمراني الإسلامي، حيث بدأت مؤسسة التراث الخيرية القيام بدورها في الاهتمام بالمساجد في المملكة، وأخذت على عاتقها منذ بداية إطلاقها للبرنامج عام1418ه أهمية توثيق وترميم عدد من المساجد العتيقة في جميع مناطق المملكة وقراها. وتعود فكرة إطلاق البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة إلى رؤية قدمها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، بالتعاون مع معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد - رحمه الله - النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام -آنذاك-، إذ تفضل سموه، بالموافقة على رعاية برنامج العناية بالمساجد وإعادة بنائها وترميمها وتوثيق تاريخها، وذلك في 16 صفر سنة (1418ه)، وقدم دعماً للمرحلة الأولى من البرنامج بمبلغ مليوني ريال، تم تخصيصها لمسح المساجد المرصودة، وصدر توجيه سموه، بعد نجاح البرنامج في ترميم عدد من المساجد؛ بإهداء ما تم إنجازه إلى الوزارة، وتسمية البرنامج ب ( البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة). ويشمل نطاق العمل حصر المساجد المعنية، ووضع خطة علمية لتوثيقها، وترميمها بالطريقة التي تضمن المحافظة على طابعها العمراني، على أن يتم العمل حسب الأوليات في الترميم، كما يشمل العمل وضع برنامج زمني، وميزانية تقديرية لترميم المساجد التي تم حصرها، وتأهيلها وإعادة بناء بعضها، بالإضافة إلى وضع تصور حول إنشاء وقف استثماري يدعم ما تحتاج إليه المساجد من صيانة مستقبلاً. المساجد ذات الخصوصية العمرانية وقد قامت مؤسسة التراث الخيرية، بمشاركة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بتنفيذ المهام المتعلقة بإنجاز هذا البرنامج، وفق خطة عمل دقيقة، حيث تم تقسيم العمل فيها إلى مراحل متعاقبة. ففي المرحلة الأولى، قامت الوزارة بتزويد مؤسسة التراث الخيرية بمعلومات عن المساجد المعنية، وذلك من خلال ما يرد من فروع الوزارة في مناطق المملكة. وبدورها قامت مؤسسة التراث الخيرية باختيار المساجد ذات الخصوصية العمرانية المحلية، إضافة إلى قيامها باقتراح عدد من المساجد التي تتناسب مع معايير البرنامج، وذلك بإرسالها إلى الوزارة لاعتمادها، وضمها إلى قوائم المساجد المعتمدة التي سيشملها البرنامج. كما قامت مؤسسة التراث الخيرية في المرحلة الثانية بعملية مسح شامل لتلك المساجد المعتمدة وفق المعلومات المتوافرة من الشؤون الإسلامية، وذلك حسب جدول زمني محدد، من خلال فريقٍ من المتخصصين، قاموا بمسح تلك المساجد وتحديد مواقعها وتسجيل كل المعلومات التي تتعلق بها، وتوثيق ذلك في استمارة للتسجيل خاصة بكل مسجدٍ، تتضمن تسجيل الإحداثيات التي تقع عليها، ليتم حصرها وتصنيفها. وتم هذا المسح من خلال الرفع المساحي، ويشمل كل عناصر المسجد، وإعداد مساقط أفقية وقطاعات وواجهات خارجية وداخلية، والتفاصيل المعمارية الدقيقة، إضافة إلى وصف الوضع الحالي لأجزاء المسجد من النواحي المعمارية والإنشائية، وتوثيق المساجد فوتوغرافياً. ويتولى فريق البحث الميداني مهمة أعمال التصوير الأولى للمساجد التي يقع عليها الاختيار النهائي من جميع جوانبها؛ لتكون ضمن البرنامج. وتأتي أهمية تصوير المساجد لتوثيق المعلومات في البرنامج عن طريق الأرشفة، إضافة إلى ما يمكن إصداره من كُتبٍ وما يُقام من معارض عن البرنامج، ووضع لوحات على المساجد المعتمدة، والتي تم توثيقها، لضمان عدم التعرض لها وللتعريف بالبرنامج، وذلك بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وبدأ العمل في هذا البرنامج وتم مسح عدد من المساجد المهمة في مختلف مناطق المملكة وتم توثيقها وتصويرها وإعداد تقارير مفصلة عن كل منها. ويتضمن هذا الإنجاز إنشاء قاعدة بيانات تضم جميع المعلومات والصور والرفع المساحي للمساجد التي سيشملها البرنامج. ويتم تحديث المعلومات المساحية العامة بشكل مستمر، وتساهم هذه القاعدة في التعريف بالبرنامج وبأهميته. كما وضعت مؤسسة التراث الخيرية برنامجاً شاملاً يحدد المتطلبات الأولية للعناية بكل مسجد، بما في ذلك تكاليف الترميم والتجهيز ومتطلبات إعادة التأهيل والجدول الزمني، حيث تم ترتيب المساجد وفق برنامج الأولوية في الأهمية والحالة العمرانية. وتم وضع برنامج عاجل للترميم الإنقاذي للمساجد التي تعاني من مشكلات رئيسة، وتتطلب عناية عاجلة للحفاظ على سلامتها. وقد قامت المؤسسة بالتنسيق مع الوزارة بإعداد قائمة بالمساجد التي سوف تعتمد في البرنامج، بعد دراسة مستفيضة وترتيب الأولويات، ومسح شامل للمساجد العتيقة التي ينبغي أن يشملها البرنامج. ومن إنجازات مؤسسة التراث الخيرية فيما يخص البرنامج، إنجاز مسح ودراسة وترميم عدد من المساجد، وهي كالآتي: دراسة ترميم مسجد البيعة بمنطقة مكةالمكرمة، وفي منطقة المدينةالمنورة تم ترميم مسجد الزاوية بينبع، كما قامت مؤسسة التراث الخيرية بدراسة خمسة مساجد بمنطقة السبعة مساجد التي سوف ترمم من قبل أمانة منطقة المدينةالمنورة، وترميم أربعة مساجد وهي: مسجد الغمامة، ومسجد أبي بكر الصديق، ومسجد عمر بن الخطاب، بدعم من شركة المناخة، بالإضافة إلى مسجد الصخرة بالعلا وتم بدعم من الأمير سلطان بن سلمان. ويجري العمل حالياً على ترميم مسجدي الشافعي والمعمار بمنطقة جدة التاريخية بدعم كريم من خادم الحرمين الشريفين، ومسجد الحنفي في جدة التاريخية بدعم كريم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. أما في منطقة الرياض فقد تم ترميم عدد من المساجد وهي: مسجد الحسيني بدعم من أهالي المنطقة، ومسجد العوشزة بمحافظة الغاط بدعم من سمو الأميرة سلطانة بنت أحمد السديري – رحمها الله -، ومسجد قراشة بحريملاء والظويهرة بالدرعية على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ومسجد السريحة بالدرعية ومسجد المريح بالرياض، ومسجد الدواسر الذي تقوم مؤسسة التراث الخيرية بإعداد خطة الترميم الخاصة به حاليا. كما تم ترميم جامع الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود في طبب بمنطقة عسير، وقامت بترميمه مؤسسة التراث الخيرية على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز-حفظه الله- عندما كان ولياً للعهد، ويقع مسجد الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد في قرية طبب بالقرب من مدينة أبها في منطقة عسير، وكان الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد-رحمه الله- قد أمر ببنائه سنة 1221، ولأهميته التاريخية تفضل خادم الحرمين الشريفين برعاية ترميمه وتجديده على نفقته الخاصة. وقد قامت التراث بأعمال الترميم وإعادة تأهيله وإرجاعه إلى حالته الأولى، وذلك باستكمال باقي مرافق المسجد، وبناء مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم. مساجد بالمنطقة الشرقية كما أن هناك ستة مساجد بالمنطقة الشرقية تم ترميمها بدعم من الهيئة الملكية للجبيل وينبع وهي: مسجد جواثا، ومسجد الحسن بالبطالية، ومسجد العقير بميناء العقير، ومسجد قرية التهيمية الأول، ومسجد قرية التهيمية الثاني، ومسجد حمد المجدل بجزيرة جنة، أما مسجد الجبري فقد رمم بدعم من الشيخ عبدالله الخطيب. وفي إطار جهودها في هذا البرنامج نظمت مؤسسة التراث الخيرية عدداً من الجولات لمختلف مناطق المملكة؛ بغرض مسح المساجد التي تحتاج إلى ترميم ودقة دراسة أوضاعها؛ ليتم ترميمها بما يحافظ على عناصرها التراثية، ويمنحها عنصر الاستمرارية؛ لمواصلة دورها الحضاري والثقافي. وقد بلغ عدد هذه المساجد التي تم مسحها، سبعة وثمانين مسجداً بمختلف مناطق المملكة، منها أربعة مساجد في منطقة مكةالمكرمة، وثمانية مساجد بمنطقة المدينةالمنورة، وأربعة عشر مسجداً بمنطقة الرياض، وخمسة مساجد في منطقة القصيم، وستة وثلاثون مسجداً في منطقة عسير، وستة مساجد بمنطقة تبوك، وستة مساجد بمنطقة جازان، وأربعة مساجد بمنطقة نجران، وأربعة مساجد بمنطقة الباحة. وقد وقعت الهيئة العامة للسياحة والآثار، وفي إطار التعاون والعلاقة التكاملية مع وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية، اتفاقية تعاون مشترك في أبريل 2012م لتنسيق الجهود؛ لإنجاز مشروعات البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة، وعقب ذلك رصدت الوزارة عدداً من المساجد العتيقة، بلغ عددها واحدا وأربعين وخمسمئة مسجدٍ، ولايزال الرصد جاريا. وهي: واحد وثلاثون مسجداً بمنطقة مكةالمكرمة، وسبعة وأربعون مسجداً بمنطقة المدينةالمنورة، وثلاثة مساجد بمحافظة مرات بمنطقة الرياض، ومسجدان بمدينة جدة، وثلاثة عشر مسجداً بمنطقة حائل، وخمسة وعشرون مسجداً بمنطقة جازان، وأربعة وثلاثون مسجداً بمنطقة القصيم، وعشرة مساجد بمنطقة الطائف، وثلاثة وعشرون مسجداً بالمنطقة الشرقية، وسبعة وثمانون مسجداً بالمنطقة الجنوبية منها أربعة وعشرون مسجداً في القنفذة، وأربعة وسبعون مسجداً بمنطقة الباحة، وستة وستون ومئتي مسجد بمنطقة أبها.